وأدابرة» ... قال أبو حيان : وقد وقع الخلاف في قسم واحد من «أفعل» ، وهو ما تلحقه تاء التأنيث نحو «أرمل وأرملة» فمذهب الجمهور صرفه ، ومنعه الأخفش كأحمر» (١).
وكذلك إذا فقد الشرط الثاني وهو كون الصفة أصيلة غير طارئة فإن الاسم يصرف مثال ذلك كلمة «أرنب» على الرجل الجبان. فإن هذه الكلمة بالرغم من كونها صفة ومؤنثها غير مختوم بالتاء إلا أنها تصرف لأن وصفيتها ليست أصيلة إذ كانت في الأصل اسما للحيوان المعروف ، ثم استخدمت استخدام الصفات ولهذا نرجع إلى الأصل فنصرفها.
«ومما فقد الشرطين معا كلمة «أربع» في مثل : قضيت في النزهة ساعات أربعا ، لأن مؤنثها يكون بالتاء فنقول : سافرت أياما أربعة ؛ ولأن وصفيتها طارئة عارضة ، إذ الأصل فيها أن تستعمل اسما للعدد المخصوص في نحو : الخلفاء الراشدون أربعة. ولكن العرب استعملتها بعد ذلك وصفا ، فوصفيتها ليست أصيلة ، وبسبب هذين الشرطين وجب صرف الكلمة» (٢).
قال المبرد في المقتضب : «وكذلك أربع» إنما هو اسم للعدد وإن نعت به في قولك : هؤلاء نسوة أربع. لا اختلاف في ذلك.
وإنما جاز أن يقع نعتا وأصله الاسم ، لأن معناه : معدودات كما نقول : مررت برجل أسر ، لأن معناه : شديد (٣).
__________________
(١) الهمع ١ / ٣١
(٢) النحو الوافي ٤ / ١٦٩.
(٣) المقتضب ٣ / ٣٤١.