وورد في الارتشاف أيضا : «وأما قولهم «وعام أرمل» فغير مصروف ؛ لأن يعقوب حكى فيه «سنة وملاء» فصار «كأحمر حمراء» (١).
وجاء في التصريح : «وإنما اشترط أن لا تلحقه تاء التأنيث ؛ لأن ما تلحقه من الصفات كأرمل وهو الفقير ضعيف الشبه بلفظ المضارع ، لأن تاء التأنيث لا تلحقه» (٢).
فالسبب في عدم وجود التاء في المؤنث هو أن وجودها يبعد الشبه بين الصفة وبين الفعل من أجل هذا التشبيه امتنعت من الصرف وعدم التاء يقربها إلى الأفعال فيقوّى الشبه بينهما.
فإذا فقد شرط من هذين الشرطين صرف وذلك نحو كلمة «أرمل» فإنها مصروفة لوجود التاء في مؤنثها فنقول «أرملة» ، جاء في حاشية الصبان «فإن أنّث بالتاء انصرف نحو «أرمل» بمعنى فقير فإن مؤنثه أرملة لضعف شبهه بلفظ المضارع ؛ لأن تاء التأنيث لا تلحقه وأجاز الأخفش منعه لجريه مجرى «أحمر» لأنه صفة وعلى وزنه» (٣) والمسألة فيها خلاف من جهة صرف «أرمل» لوجود التاء في مؤنثها أو منعها على اعتبار الوصفية والوزن دون النظر إلى وجود التاء في مؤنثها أو عدم وجودها.
جاء في الهمع قوله : «الثاني (أي الشرط الثاني) أن لا يقبل تاء التأنيث احترازا من نحو «مررت برجل أباتر وأدابر ، فإنهما مصروفان ، وإن كان فيهما الوزن والوصفية الأصلية لدخول التاء عليها في «امرأة أباترة
__________________
(١) الارتشاف ١ / ٩٤.
(٢) التصريح ٢ / ٢١٣ ، وانظر الهمع ١ / ٣١.
(٣) حاشية الصبان ٣ / ٢٣٥.