قوله : «ولو سميت رجلا بألبب بالضم جمع «لب» لم تصرفه ؛ لأنه لم يخرج بفك الإدغام إلى وزن ليس للفعل ، وحكى أبو عثمان عن أبي الحسن صرفه لأنه باين الفعل بالفك» (١).
حكم ما أوله التاء أو النون :
هناك كلمات رباعية مبدوءة بالتاء أو بالنون ، فإذا كانت هذه الكلمات على أوزان الفعل وأوزان الاسم ، فهل هذه التاء أو النون زائدة أم أنها أصلية؟ وهل هذه الكلمات مصروفة؟ أم ممنوعة من الصرف؟.
ونجد أن الخليل وسيبويه ذهبا إلى أننا لا نستطيع أن نحكم على زيادتها أو أصليتها إلا بدليل ، والدليل غالبا يكون بالاشتقاق. ومن هذه الكلمات : «تولب» للحمار الصغير ، فالتاء أصلية ووزنها «فوعل» قال سيبويه : «وأما ما جاء مثل تولب ونهشل ، فهو عندنا من نفس الحرف مصروف حتى يجيء أمر يبينه ، وكذلك فعلت به العرب لأنّ حال التاء والنون في الزيادة ليس كحال الألف والياء ، لأنهما لم تكثرا في الكلام زائدتين لكثرتهما» (٢).
ويوضح هذا الكلام فيقول : «ومما يقوي أن النون كالتاء فيما ذكرت لك أنك لو سميت رجلا نهشلا أو نهضلا أو نهسرا صرفته ، ولم تجعله زائدا كالألف في «أفكل» ولا كالياء في «يرمع» لأنها لم تمكّن في الأبنية والأفعال كالهمزة أولا ولا كالياء وأختها في الكلام لأنهن أمهات الزوائد ،
__________________
(١) حاشية الصبان ٣ / ٢٦١.
(٢) سيبويه ٢ / ٣.