ولو جعلت نون «نهشل» زائدة لجعلت نون جعثن زائدة ، ونون عنتر زائدة وزرنب ، فهؤلاء من نفس الحرف» (١).
ويؤكد المبرد هذا الكلام بقوله : «فأما النون والتاء فيحكم بأن كل واحد منهما أصل حتى يجيء أمر يبين زيادتها ، فمن ذلك قولك : نهشل ونهسر الذئب يدلك على أصليهما أنك تقول : نهشلت المرأة ، ونهشل الرجل (٢) ، وأنه ليس في الكلاك كجعفر (٣).
ومنها «ترتب» وهي مصروفة ، لأنها وإن كان في أولها زيادة إلا أنها خرجت من شبه الأفعال كما يقول سيبويه (٤). أما «ترتب» فلا نصرفها إذا سمينا بها رجلا لأن صياغتها صيغة الفعل ، والترتب. هو العيش ، المقيم ، فاشتقاقه من «ترتب» إذ أقام ، لو لا الاشتقاق لكان حكمه حكم «تدرأ» (٥).
ومن الكلمات المبدوءة بالنون كلمة «نرجس» فلو سمينا بها رجلا لامتنعت من الصرف للعلمية والوزن لأنها على وزن «نضرب» وليس في الأسماء شيء على مثال «فعلل» ولو كان فيها «فعلل» لصرفنا «نرجس» إذا سمينا به (٦).
فأما من كسر فقال «نرجس» فهو أيضا لا يصرفه في المعرفة ؛ لأن الكسر يقع تابعا للكسر ، وقد ثبت أولا أنه «نفعل» فصار بمنزلة «تنفل» المضمون الأول من «تنفل» المفتوح الأول (٧).
__________________
(١) سيبويه ١ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠.
(٢) انظر المقتضب ٣ / ٣١٧ ، وما ينصرف / ١٧.
(٣) انظر سيبويه ٢ / ٣ ما ينصرف ص ١٧.
(٤) سيبويه ٢ / ٣.
(٥) سيبويه ٢ / ٣ ، ما ينصرف ص ١٧.
(٦) المقتضب ٣ / ٣١٨ ، ما ينصرف ص ١٨ ، الأصول ٢ / ٨١ ـ ٨٢.
(٧) ما ينصرف ص ١٨.