«حروف الهجاء»
وبعد أن أنهينا الحديث عن الحروف وتسمياتها ، ننتقل إلى حروف الهجاء أو حروف المعجم «وأما البا والتا واليا والحا والخا والرا والطا والظا والفا فإذا صرن أسماء مددن كما مدت لا ، إلا أنهن إذا كن أسماء فهن يجرين مجرى رجل ونحوه. ويكن نكرة بغير الألف واللام ودخول الألف واللام فيهن يدلك على أنهن نكرة إذا لم يكن فيهن ألف ولام .. واعلم أنه هذه الحروف إذا تهجيت مقصورة لأنها ليست بأسماء ، وإنما جاءت في التهجي على الوقف ، ويدلك على ذلك أن القاف والصاد والدال موقوفة الأواخر فلو لا أنها على الوقف حركت أواخرهن ونظير الوقف ههنا الحذف في الباء وأخواتها وإذا أردت أن تلفظ بحروف المعجم قصرت وأسكنت لأنك لست تريد أن تجعلها أسماء ولكنك أردت أن تقطّع حروف الاسم فجاءت كأنها أصوات يصّوت بها إلا أنك تقف عندها لأنها بمنزلة عه» (١).
وشرح هذا الحرف أنك لما أردت أن تتهجى «أحمد قلت : ألف حا ميم دال» لم يجز لك أن تعرب الألف ولا الحاء ولا الميم ، لأنك يجب أن تعرب الاسم بكماله ولا تعرب بعضه دون بعض ، فأنت مع ذلك تبني الحروف على الوقف ألا ترى أنك لو قلت «ثلاثة أربعة خمسة» لم تعرب ولم تجعل الهاء تاء فإنما تقصد إلى الوقف. فحروف المعجم والتهجي لا يجب أن تعرب لأنها كالأصوات وهي مع ذلك مبنية على
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٣٤.