كما لم أجد تلك المسألة عند السيوطي في «الهمع» ولا في «شرح الكافية» وكذلك لم أجدها في «الخصائص» لابن جني.
ومن الألفاظ التي تجدر الإشارة إليها «فو» بمعنى الفم قال سيبويه : «وسألته (أي الخليل) عن رجل اسمه «فو» فقال العرب قد كفتنا أمر هذا لما أفردوه قالوا «فم» فأبدلوا الميم مكان الواو حتى يصير على مثال تكون الأسماء عليه ، فهذا البدل بمنزلة تثقيل «لو» ليشبه الأسماء فإذا سميته بهذا فشبهه بالأسماء كما شبهت العرب ، ولو لم يكونوا قالوا «فم» لقلت «فوه» لأنه من الهاء. قالوا أفواه ، كما قالوا سوط أسواط (١). إذن جعل الميم بدلا من الواو هو بمنزلة التضعيف في «لو» ثم ذكر أنه لو لم يسمع بهذا أي بجعل الميم بدل الواو لقال : «فوه» ؛ لأن الأصل فيه الهاء بدليل الجمع على «أفواه» معروف أن الجمع يرد الأشياء إلى أصولها.
وأيده في هذا الرأي الزجاج حيث قال : «إلا أن الوجه عندي إذا سميت رجلا «فو» أن تقول «هذا فوه» لأن جمعه أفواه ، وأفواه جمع فوه ، مثل : ثوب أثواب.
لكن قد يطرأ سؤال بخصوص ذكر «فو» في هذا الموضوع ، لماذا ذكر مع الحروف مع أنه ليس بحرف؟ والجواب على ذلك كما يقول ابن سيده «لمشاكلته لها (أي للحروف) في الحذف والقلة» (٢).
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) المخصص ١٧ / ٥٢.