معربا منصرفا ، وإنما يخرجه عن أصله شبهه بالفعل أو بالحرف ، فإن شابه الحرف بلا معاند بني ، وإن شابه الفعل بكونه فرعا بوجه من الوجوه الآتية من الصرف) (١). والحقيقة أن العلل التي توجب منع الاسم من الصرف تعمل عملها هذا من جهتين ، اللفظ والمعنى فمثلا : «أحمد» ممنوع من الصرف للعلمية وهذا جانب خاص بالمعنى ، ووزن الفعل وهذا مرجع خاص باللفظ. وكذلك كلمة «معد يكرب» فهي ممنوعة من الصرف للعلمية التي تخص المعنى ، والتركيب المزجي الذي يخص اللفظ. أو أن تكون العلة واحدة تقوم مقام العلتين كما في «ألفي التأنيث» الممدودة والمقصورة «حمراء ، ليلى» و «صيغة منتهى الجموع مساجد ، مصابيح ، عصافير» وسنوضح هذه الأمور حين ورود فصولها إن شاء الله تعالى.
ما ينصرف وما لا ينصرف :
ونلاحظ أيضا أن المصطلح الخاص بتسمية هذا الباب قد اختلف فيه ، وإن كان المدلول واحدا ، وهو خلو الاسم وتجرده من الجر والتنوين للعلل المعروفة. فقد سماه سيبويه (باب ما ينصرف وما لا ينصرف) (٢) وهي التسمية التي سار عليها أغلب النحاة فيما بعد من مثل أوضح المسالك (٣) ، وابن عقيل (٤) ، وهمع الهوامع (٥) ، وحاشية الصبان (٦)
__________________
(١) حاشية الصبان ٣ / ٢٢٧.
(٢) سيبويه ٢ / ٢ بولاق.
(٣) ١٢ / ١٤٠.
(٤) ٢ / ٢٤٩.
(٥) ١ / ٢٤.
(٦) ٣ / ٢٢٨.