ويقول أبو إسحاق الزجاج : «فأما «أربع» في قولك «مررت بنسوة أربع» فمصروف ؛ لأن أربعا ليس بصفة إنما هو اسم للعدد ، فإن وصفت به فإنما وضعته في موضع الصفة ، لأنك إذا قلت «مررت بنسوة أربع» فإنما تقصد بالعدد إلى تقليل أو تكثير ، فلهذا جاز أن تصف به ، وأصله التسمية ، ألا ترى أنك تقول «جاءني أربع نسوة وخمس نسوة» كما تقول «جاءني بعض نسوة». فإنما هو اسم كما وصفنا» (١).
ويقول السيوطي مشيرا إلى اشتراط أصلية الصفة : «بخلاف العارضة» «كمررت برجل أرنب أي ذليل ، وبنسوة أربع» فإنهما مصروفان (٢) وبعرض هذه الآراء التي أوردناها لمجموعة من النحاة نجد أنهم اشتركوا جميعا فى الرأي القائل بصرف «أربع» بالرغم من وصفيتها الحالية لأن الأصل فيها هو الاسم.
ويلاحظ أن كلمة «أربع» تستعمل اسما من الناحية النحوية بمعنى يصح استعمالها مبتدأ أو خبرا فتعطيها صفة الأسماء ، لكن لو نظرنا إلى المعنى الحقيقي لها لشممنا فيها رائحة الصفة لأننا لما نقول «جاءني أربع نسوة وخمس نسوة» فإنها مع استعمالها اسما إلا أنها لا شك أدت معنى الصفة ووصفت النساء وصفا معنويّا بكونهن أربعا فدلالتها على العدد فيها صفة ، كما تقول «رجل كريم» فكلمة كريم استعملت خبرا ، وتحمل معنى الوصف ألا وهو صفة الكرم. وهناك نقطة أخرى في كلمة «أربع» أشار
__________________
(١) ما ينصرف ١٢.
(٢) الهمع ١ / ٣١.