فرع على المعدول عنه ، فعمر علم معدول عن عامر علما أيضا ، وكذلك زفر معدول عن زافر علما أيضا ، وفي الأعلام زافر ، وإليه تنسب الزافرية ، من زفر الحمل يزفره إذا حمله ، وقثم معدول عن قاثم علما ، وهو منقول من القائم وهو اسم الفاعل من قثم إذا أعطى كثيرا ، وزحل معدول عن زاحل سمي بذلك لبعده ، فهذه الأسماء كلها معدولة ، ألا ترى أن ذلك ليس في أصول النكرات» (١).
وجاء في الهمع : «العدل : وهو صرفك لفظا أولى بالمسمى إلى آخر وهو فرع عن غيره ، لأن أصل الاسم أن يكون محرّفا عما يستحقه بالوضع لفظا أو تقديرا» (٢) فخروج الاسم عن الأصل الذي وضع له أدى إلى منعه من الصرف.
وذكر في الارتشاف أن : «العدل صرف لفظ أول بالمسمى إلى آخر فيمنع مع الصفة نحو : مثنى وثلاث» هذا مذهب سيبويه والخليل وذهب الأعلم إلى أنه لا تدخله التاء فضارع أحمر فلم ينصرف ، فهو معدول عن أصله» (٣).
إذن فالعدل انتقال من صورة إلى أخرى لفائدة ، وهذا الانتقال هو انتقال من أصل إلى فرع أدى إلى خروجه من حكمه الإعرابي الأصلي وهو الإعراب المصحوب بالتنوين إلى إعراب فرعي وهو المجرد من التنوين ، وقد وضح الأمر من خلال التعريفات التي أوردناها للنحاة.
__________________
(١) شرح المفصل ١ / ٦٢.
(٢) الهمع ١ / ٢٥.
(٣) الارتشاف ١ / ٩٣.