و «روم» تقول «سندي وسند» و «رومي وروم» ، ثم جعلت العرب كل اسم جيل من هذه اسما للقبيلة ، فإذا كان اسما للقبيلة قلت : «هذا رجل من يهود يا هذا» و «من مجوس يا هذا» والذين قالوا «من اليهود والمجوس» ، جعلوه على أصله جمع «يهودي ويهود» وأدخلوا الألف واللام للتعريف ، فعلى هذا القياس تقول : «هذا رجل من يهود ومن مجوس» تصرفه لأنه جمع. وإن شئت جعلته اسما للحي فصرفته أيضا (١). والحقيقة أن العنوان الذي جعله سيبويه لهذه النقطة وأعني بها الأسماء التي لا تستعمل إلا اسما للقبيلة ، هذا العنوان يوحي بأنها لا يجوز فيها إلا المنع من الصرف بناء على معنى القبيلة ولكن مع عرضنا لآراء العلماء في هذه الأسماء نجد أن الغالب فيها هو التأنيث مع جواز التذكير حملا على معنى الحي وذلك قليل ، والغريب أن الزجاج في كتابه «ما ينصرف وما لا ينصرف» قد تبع سيبويه ووضع العنوان نفسه على الموضوع. مع أنه ذكر صراحة «وإن شئت جعلته اسما للحي فصرفته أيضا» (٢).
وخلاصة القول في أسماء البلدان والقبائل : أن الصرف فيها بتأويل الأب إن كان اسمه كثقيف أو الحي ، وفي الأماكن بتأويل المكان والموضوع ونحوهما وترك الصرف في القبائل بتأويل الأم إن كان في الأصل كخندف أو القبيلة وفي الأماكن بتأويل البقعة ونحوهما (٣).
وقد جاء في الهمع أن : «صرف أسماء القبائل والبلاد والكلمة
__________________
(١) ما ينصرف ٦٠.
(٢) ما ينصرف ص ٨٠.
(٣) شرح الكافية ١ / ٥٢.