وبكفِّهِ سيفٌ جُرازٌ باترٌ |
|
عضبٌ يضمّ الغمدُ منه جدولا (١) |
فقرَ الجماجمَ والطلا بغراره (٢) |
|
من كلِّ كفّارٍ وأبرى المفصلا |
فكأنّه وجوادَه وحسامَه (٣) |
|
يا صاحبيَّ لمن أراد تأمّلا |
شمسٌ على الفلَكِ المدارِ بكفِّهِ |
|
قمرٌ منازلُهُ الجماجمُ والطلا |
والخيلُ محدقةٌ بجيمِ جمالِه |
|
وقلوبهُمْ في الغلي تحكي المرجلا (٤) |
والسبطُ يخترقُ المواكبَ حاملاً |
|
بعزيمةٍ تُردي الخميسَ الجحفلا |
فبسينِ سمرِ الخطّ يطعنُ أنجلاً |
|
وبباءِ بيضِ الهندِ يضربُ أهدلا (٥) |
فتخالُ طاءَ الطعنِ أنّى أعجمتْ |
|
نقطاً وضاد الضربِ كيف تشكّلا |
حتى إذا ما السبطُ آن مماتُهُ |
|
وعليه سلطانُ الحِمامِ توكّلا |
داروا به النفرُ الطغاةُ بنو الزنا |
|
ة العاهراتِ وطبّقوا رحبَ الفلا |
ورماه بعضُ المارقين بعيطلٍ |
|
سهماً فخرَّ على الصعيد مجدّلا |
وأتى بغيُّ بني ضبابٍ صائلاً |
|
بالقسّ تغميض القطامي الأجدلا (٦) |
وجثا على صدرِ الحسين وقلبُهُ |
|
حقداً وعدواناً عليه قد امتلا |
فبرى بسيفِ البغي رأساً طالما |
|
لثمَ النبيُّ ثنيّتيه وقبّلا |
واسودّ قرصُ الشمسِ ساعةَ قتلِهِ |
|
أسفاً وشهبُ الفلك أمست أُفَّلا |
ونعاهُ جبريلٌ وميكالٌ وإس |
|
رافيلُ والعرشُ المجيدُ تزلزلا |
__________________
(١) الجراز بضم المعجمة : السيف القطّاع. الباتر : السيف القاطع والجمع بواتر. العضب : السيف القاطع. (المؤلف)
(٢) الفقر : الحز. الطلا بضم المهملة وكسرها : قشرة الدم. الغرار : حدّ السيف. (المؤلف)
(٣) سبقه إلى مثل هذه البداعة شيخنا علاء الدين الشفهيني بما هو أوسع وأبلغ. راجع : ٦ / ٣٦٢. (المؤلف)
(٤) المرجل : القدر. (المؤلف)
(٥) الأنجل من نجل الرجل نجلا : وسعت عينه وحسنت. الأهدل : المسترخى المشفر أو الشفة. (المؤلف)
(٦) القسّ : السيف. القطامي الأجدل : الصقر.