أريس (١) واتّخذ له خاتماً آخر (٢) ، وفي رواية ابن سعد (٣) عن الأنصاري كما في فتح الباري (٤) (١٠ / ٢٧٠) وسنن النسائي (٥) (٨ / ١٧٩) : أنّه كان في يد عثمان ستّ سنين من عمله. فلو كانت تلكم الأسطورة صحيحة وكان اسم الخليفة منقوشاً في خاتم كان يلبسه النبيّ الأقدس طيلة حياته وتنظر إليه الصحابة من كثب وترى بريقه في خنصره كما في صحيح البخاري (٦) (٨ / ٣٠٨ ، ٣٠٩) ، كان حقّا على الخليفة والخاتم بيده أن يحتجّ بها يوم تسنّم عرش الخلافة ، وكان هناك حوار وصخب ، لكنّه لم يحتج لأنّ ذلك الخاتم ما كان مصوغاً بعد ولا منقوشاً ، ولم يُعطَ من المغيّب أنّه يُستنحت له ذلك بعد قرون متطاولة. وكان حقّا على الصحابة الملتاثين به أن يحتجّوا بذلك النقش المصنوع في عالم الملكوت ، فإنّ الاحتجاج به أولى من الاحتجاج بكبر السنّ وأمثاله ، لكنّهم تركوا الحجاج لأنّ هذا المولود لم يكن يولد بعد ، وإنّما ولدته أمّ الغلوّ في الفضائل في آخر الدهر.
ولا يتأتّى لأحد عرفان سرّ ما جاء به جبريل الخيالي من القران بين اسم النبيّ الأعظم وبين اسم أبي بكر في ذلك النقش المصوغ في عالم الغيب ، أكان أبو بكر نفس النبيّ الأعظم بنصّ القرآن الكريم؟ أم كان قرينه في العصمة والقداسة في الذكر
__________________
(١) هي على ميلين من المدينة : وهي من أقل الآبار ماءً [ معجم البلدان : ١ / ٢٩٨ ]. (المؤلف)
(٢) صحيح البخاري : ٨ / ٣٠٦ [ ٥ / ٢٢٠٢ ح ٥٥٢٨ ، ص ٢٢٠٤ ح ٥٥٣٥ ، ص ٢٢٠٦ ح ٥٥٤٠ ] ، صحيح مسلم : ٢ / ٢١٤ [ ٤ / ٣١٩ ح ٥٥٥٤ كتاب اللباس والزينة ] ، سنن النسائي : ٨ / ١٧٩ [ ٥ / ٤٥٧ ح ٩٥٥٠ ] ، تاريخ الطبري : ٥ / ٦٥ [ ٤ / ٢٨٢ حوادث سنة ٣٠ ه ] ، تاريخ ابن كثير : ٨ / ١٥٥ [ ٧ / ١٧٤ و ١٧٥ حوادث سنة ٣٠ ه ] ، تاريخ الخميس : ٢ / ٢٢٣ ، ٢٦٩ [ ٢ / ١٩١ ـ ١٩٢ ] ، تاريخ أبي الفداء : ١ / ١٦٨. (المؤلف)
(٣) الطبقات الكبرى : ١ / ٤٧٦.
(٤) فتح الباري : ١٠ / ٣٢٩.
(٥) السنن الكبرى : ٥ / ٤٥٧ ح ٩٥٥٠.
(٦) صحيح البخاري : ٥ / ٢٢٠٤ ح ٥٥٣٤ ، ص ٢٢٠٥ ح ٥٥٣٦ ، ٥٥٣٧.