الحكيم؟ أم نزلت فيه آية التبليغ مع ذلك الإرهاب؟ أم أكمل الله به الدين ، وأتمّ به النعمة كما بدأ بالنبيّ الطاهر؟ أم كان رديف النبيّ الأقدس في الإسلام والدعوة إلى الله من أوّل يومه ، أم كان وصيّه وخليفته المنصوص عليه من بدء الدعوة؟ أم قُرنت طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته كما في صحاح جاءت عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ أم كان نظيره في أُمّته بنصّ منه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ أم؟ أم؟ إلى مائة أم. لما ذا ذلك القران؟ أنا لا أدري ، ومختلق الرواية أيضاً لا يدري.
ـ ٥ ـ
عرض جنّة أبي بكر
قال الصفوري في نزهة المجالس (٢ / ١٨٣) : رأيت في الحديث : أنّ الملائكة اجتمعت تحت شجرة طوبى فقال ملك : وددت أنّ الله تعالى أعطاني قوّة ألف ملك ، وكساني ريش ألف طير ، فأطير حول الجنّة حتى أبلغ طرفها ، فأعطاه الله ذلك ، فطار ألف سنة حتى ذهبت قوّته وتساقط ريشه ، ثمّ أعطاه الله تعالى قوّةً وأجنحة ، فطار ألف سنة ثانية حتى ذهبت قوّته وتساقط ريشه ، ثمّ أعطاه الله تعالى قوّة وأجنحة ، فطار ألف سنة ثالثة حتى ذهبت قوّته وتساقط ريشه ، فوقع على باب قصر باكياً ، فأشرفت عليه حوراء فقالت : أيّها الملك مالي أراك باكياً وليست هذه بدار بكاء وحزن ، وإنّما هي دار فرح وسرور؟ فقال : لأنّي عارضت الله في قدرته ، ثمّ أعلمها بحديثه. فقالت له : لقد خاطرت بنفسك ، أتدري كم طرت في هذه الثلاثة آلاف سنة؟ قال : لا. قالت : وعزّة ربّي ما طرت أكثر من جزء واحد من عشرة آلاف جزء ممّا أعدّه الله تعالى لأبي بكر الصدّيق رضى الله عنه. وذكره الجرداني في مصباح الظلام (١) (٢ / ٢٥).
قال الأميني : فمجموع ما أعدّه الله تعالى لأبي بكر في الجنّة هو مسير ثلاثين
__________________
(١) مصباح الظلام : ٢ / ٦١ ح ٣٦٢.