من المهاجرين أن أسلم أبواه غير أبي بكر. فحاشا أمير المؤمنين يقول مثل ذلك ، وقد عرّفناك (ص ٣١٠ ـ ٣١٢) زرافات من المهاجرين أسلموا هم وآباؤهم وأُمّهاتهم ويقدّمهم هو سلام الله عليه بالأوّليّة والأولويّة.
آية أخرى في أبي بكر وأبيه :
وردت في قوله تعالى من سورة المجادلة (٢٢) (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
من طريق ابن جريج : أنَّ أبا قحافة سبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فصكّه أبو بكر ابنه صكّة فسقط منها على وجهه ، ثمّ أتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكر ذلك له ، فقال : أو فعلته لا تعد إليه ، فقال : والذي بعثك بالحقّ نبيّا لو كان السيف منّي قريباً لقتلته. فنزلت قوله : لا تجد قوماً. الآية.
تفسير القرطبي (١) (١٧ / ٣٠٧) ، تفسير الزمخشري (٢) (٣ / ١٧٢) ، مرقاة الوصول حاشية نوادر الأصول (ص ١٢١) ، تفسير الآلوسي (٢٨ / ٣٦).
قال الأميني : أصفق رجال التفسير على أنّ سورة الأحقاف التي مرّت فيها الآية الأولى مكيّة ، وعلى أنّ سورة المجادلة مدنيّة ، وعلى أنّ هذه الآية نزلت بعد ردح من الزمن من نزول الأحقاف ، ويظهر من تفسير القرطبي وابن كثير (٣) والرازي (٤) أنّها
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن : ١٧ / ١٩٩.
(٢) الكشّاف : ٤ / ٤٩٧.
(٣) تفسير ابن كثير : ٤ / ٣٣٠.
(٤) التفسير الكبير : ٢٩ / ٢٧٦.