رجل العالم صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا ، قبل عصر البخار والكهرباء واستنطاق الجماد ، وحل الرموز وقراءة النقوش ، ومعرفة الآثار ، قبل أن يعثر كريستوف كلمب على أمريكا بألف سنة قال سيد قريش «الحكمة يمانية».
وهناك طوت سجل الماضي ، وقامت بحمل راية الفتح لإسلامي ، فأنجبت من أبطال الحروب ، وكبار القواد ، وأفذاذ الحكماء ، ونوابغ الشعراء ، ومشاهير العلماء ، عداد نجوم السماء.
شهد الخلائق أنها لنجيبة |
|
بدليل من ولدت من النجباء |
هب رجال اليمن لنشر راية التوحيد خفافا وثقالا ، واحتملوا أبناءهم وأزواجهم ونزحوا إلى الطرف الأقصى من ديار الإسلام ، وهنالك في أرض الهجرة دافعوا دفاع الأبطال ، واقتحموا الأهوال ، وصابروا وصبروا وقاتلوا حتى ظفروا باحدى الحسنيين (١)
بعد أن ملؤا العالم قديما ، وأخذوا إمرة الأرض اغتصابا ، واستولوا على الممالك أحقابا ، وتسلموا زمام الحياة المادية والمعنوية دفعا وانتزاعا ، بمالهم من صفاء العقول ، ومضاء العزيمة ، وشدة البأس ، وعظمة المجد ، وكرم الأعراق ، فقد كانوا أعجوبة الحياة بكل مظاهرها ، ولله علامة اليمن نشوان بن سعيد حيث يقول :
قومي الذين تملكوا وتمكنوا |
|
في الأرض قبل تمكن الاسكندر |
الخاتمون لسد يأجوج الذي |
|
لا يستطاع لردمه من مظهر |
والضاربون الهام في يوم الوغى |
|
بين الصوارم والقنا المتكسر |
__________________
(١) خرجت الموجة الأخيرة اليمنية لفتح مملكتي فارس والروم في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال الواقدي أن أبا بكر قال لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه يا أبا الحسين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها وأولادها فابشروا بنصر الله على أهل الشرك ، قال نعم