البطحاء ٢٤٨ ميترو وعرضها ١٦٩ ميترو وتتصل بالنهر وبالبلغار ، ومنها : حديقة «التولري» المتصلة بالبطحاء المذكورة أيضا ذات المقاعد والمساطب وهي أمام قصر الملك. ومنها : «إبلاس فندوم» التي بها عمود نابليون الأول ، صنع هذا العمود من ألف ومائتي مدفع من النحاس غنمها الإمبراطور المذكور في حروبه ورسم عليه صور المعامع التي انتصر فيها المذكور ، ووسط العمود به مائة وستة وسبعون درجة يصعد بها إلى أعلاه وفي قمته تمثال نابليون وقد أسقطه الكمون أي جماعة الإشتراكيين الذين يريدون أن تكون الناس كلهم شركاء في جميع الموجودات وذلك في ثورة سنة ١٨٧٠ فأعادته الجمهورية إلى مكانه في يوم مشهود وكنت حاضرا سنة ١٢٩٢ ه.
ومنها : «أفنودي لوبرة» ، الواصل بين بطحاء الملهى العجيب المسمى «بلوبره» وبين «بالي أروايال» وقد نورت بطحاآته وحافاته بالكهرباء.
ومنها : الباساج أي الأسواق المسقفة بالزجاج التي لا يمر فيها إلا الماشي وهي ذات حوانيت يمينا وشمالا من أبدع الأشكال والتنميق.
ومنها : غيضة «أبوادي بولونيا» أي غابة بولونيا من أبدع الآجام والغابات المشتبكة بالتصنع ، وفيها بحيرة صناعية وجبال وأنهار وجسور كلها صناعية وبها مماش للعواجل وأخرى للفرسان وأخرى للمشاة ومقاعد وشلالات تنحدر منها المياه وآجام ورياض وقهاوي ومطاعم بأحسن تنظيم ، وفي البحيرة طيور مائية وجزر وقوارب يركبها الناس إلى الجزر والناس ينتابون هاته الغيضة التي هي خارج باريس في الجهة الغربية الشمالية ليلا ونهارا وهي ممشى أهل الترف سيما أيام الآحاد والأعياد ، وقد شهدت يوم عرض الجيش ويوم السباق الأكبر سنة ١٢٩٥ ه أن طرق المصر الموصلة لهاته الغيضة قد غصت بالعجلات على كثرة وسعها ، فإن طريق الشانزي لزي يمرّ فيه أزيد من عشر كراريس متحاذيات ومع ذلك لم تستطع العواجل أن تتحرك فيه ، وكذلك طرق هاته الغيضة حيث أن الميدان وراءها وهو سهل رحيب نحو ميلين في مثلهما ، وفي جهته الغربية ثلاثة أواوين منفصلة عن بعضها ومتلاصقة مستقبلة برواشينها ومقاعدها جهة الميدان ، وأوسطها به بيت لصاحب الملك وجميعها هيئة جهة استقباله ، هي أن بعضه أعلى من بعض متدرجا ويدخل إليه من ظهره ، وأمام كل منها فسحة بها كراسي ويفصل بينها وبين الميدان درابزين ولا يدخل إلى تلك الأواوين إلا من كان بيده تذكرة الإستدعا من الدولة ، وقد حضر موكب السباق سنة ١٢٩٥ ه من خصوص المدعوين ما يزيد عن الخمسة والثلاثين ألفا.
أما مجموع المحيطين بالميدان بين راكب وراجل فهو ينوف عن نصف مليون من الخلائق ، وحول الغيضة أيضا ميادين أخر لغير السباق الكبير وبها محل للرماية.
وهاته الغيضة دمرتها عساكر ألمانيا وعساكر فرنسا سنة ١٢٨٣ ه حيث كانت مرسحا للحرب ، ولكني لما رأيتها سنة ١٢٩٢ ه كانت كأن لم يكن بها شيء وكانت أشجارها ثابتة