وأداء المناسك ، فلماذا شنت عليه كل تلك الحروب؟! وأدخلت كل تلك المصائب والبلايا على الناس؟! وخلقت هذا الكم الكبير من العداوات بين القبائل والفئات المختلفة؟!.
إن نفس هذا الاعتراف والعهد يجعل نفس هذا التأخير إلى العام المقبل أيضا بلا معنى ، بل هو يدخله في دائرة العدوان أيضا ، لأن مبرراته المعلنة هي : أنهم يريدون إرضاء عنجهيتهم ، وتنفيس كربتهم.
ي ـ إن هذا الشرط الذي نفر منه المسلمون كان إنجازا عظيما لهم لو تدبروا فيه ، فإن من يريد الفرار إلى المشركين يكون فراره رحمة للمسلمين ؛ لأن وجوده بين المسلمين بعد أن ارتد عن الدين ، ونكص على عقبيه ، ليس فقط سيكون بلا فائدة ولا عائدة ، بل سيكون مضرا لهم ، فيما لو سعى في إثارة الشبهات بين الضعفاء من الناس ، أو إذا مارس التجسس على المسلمين ، وعرّف المشركين بنقاط ضعفهم ، أو أعلمهم بطبيعة تحركاتهم وبتدبيراتهم في المواقع التي يجب أن تبقى طي الكتمان عنهم ..
وأما المسلم الذي يريد الخروج إلى المسلمين فيمنعه المشركون ، فإن وجوده بين المشركين ـ وهو متمسك بدينه ـ سيكون مفيدا جدا ؛ لأنه وهو بينهم لا بد أن يمارس شعائر دينه ، وربما تسنح له فرص كثيرة لطرح قضية الإيمان مع الكثيرين ممن يتصلون به ، أو يبذلون جهدا لإقناعه بالتخلي عن دينه والعودة إلى ما كان عليه .. وقد يوفقه الله تعالى لإقناع بعضهم ، أو لإثارة تساؤلات لديهم ..
ولعل هناك من يلمس في سلوكه الرسالي ، ما يجعله مهيئا لاختيار الإيمان على الشرك ..