رعب قريش وضراعتها الصلح :
وقد صرحت النصوص : أنه قد زاد من رعب قريش ما رأته من سرعة أصحاب النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى البيعة ، وتشميرهم إلى الحرب (١).
ونستطيع أن نقول : إن قريشا كانت بين نارين :
فهي من جهة ترى : أن دخول النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى مكة على هذا النحو ، سيكون بالنسبة لها ذلا شاملا ، وضعفا بارزا ، بين العرب.
وترى من جهة أخرى : أنها لا قدرة لها على الحرب ، لأسباب مختلفة ، فهي :
١ ـ تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة ، والحرب تحتاج إلى نفقات ، وتضيّع عليها استثمار موسم الحج في ذلك العام ، وكان هذا الموسم على الأبواب.
٢ ـ إن الناس قد ملوا الحرب وملتهم ، وقتل كثير من رجالهم. ونشأت من ذلك اختلالات في العلاقات الاجتماعية ، ومشكلات أسرية وقبلية. ونحو ذلك ..
٣ ـ قد تقدم : أن سيد الأحابيش قد خالفهم في هذا الأمر ، وتهددهم ، وفارقهم وكذلك الحال بالنسبة لعمرو بن مسعود ، ومن معه من ثقيف.
٤ ـ إن خزاعة أيضا كانت عيبة نصح لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، مسلمهم وكافرهم. وهي تعيش في مكة مع قريش ..
٥ ـ إن الإسلام قد فشا فيما بين قبائل قريش ، وأصبحت كل قبيلة تحتفظ بطائفة من أبنائها في القيود والسلاسل والسجون ..
٦ ـ إن المعركة لن تكون من الناحية العسكرية في صالح قريش ، وهي
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٥١ و ٥٢.