الله عليه وآله» في أمر الصلح ..
وإن كان سلمة قد سعى إلى أن ينسب لنفسه في روايته هذه بطولة لم تنقل لنا عن غيره ، فنحن نصدقه فيما نقله من أن قتل ابن زنيم كان في هذا الوقت ، ونشك فيما نسبه لنفسه من بطولات لم ينقلها أحد سواه.
واللافت : أن هذا الأمر قد تعودناه من سلمة بن الأكوع حيث نسب لنفسه بطولات عظيمة تقدم الحديث عنها ، مع أنه لم ينقلها أحد سواه.
سهيل يضرب ولده :
والغريب في الأمر : أن سهيل بن عمرو ، الرجل الأريب ، والمجرب ، والمعروف بحكمته ، وتدبيره يخرج عن حالة التوازن ، ويتجاوز كل الآداب واللياقات ، ويتحول إلى جلاد شرس بمجرد أن رأى ابنه أبا جندل يلتجئ للمسلمين .. غير مبال في أن تتسبب تصرفاته الرعناء بنقض الصلح الذي جاء من أجله.
وقد كان باستطاعة النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يخضعه للتأديب ، ويمنعه من تصرفاته تلك بالأسلوب الذي يستحقه ، حتى لو أدى إلى نقض الصلح ، ونشوب الحرب.
وسيكون محقا ، حتى في نظر أهل الشرك ، وسوف يوجّه كل اللوم إلى مبعوثهم الذي ارتكب هذه الحماقة ، وتحول من رجل عاقل أريب إلى رجل طائش أرعن ، أوقعهم في مأزق خطير ، قد يودي بكل تطلعاتهم وخططهم ..
ولكنه «صلىاللهعليهوآله» آثر مراعاة مصلحة الإسلام العليا ، وذلك بحفظ حرمة بيت الله ، وفسح المجال للوصول إلى الأهداف الكبرى ، من