آثار ونتائج عهد الحديبية :
ثم إن سورة الفتح وكذلك تصريحات رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ونصوص عهد الحديبية بالذات ، أظهرت : أن الإسلام قد حقق في الحديبية أمورا هامة وأساسية جدا ، لا مجال للتعرض لها في كتاب كهذا ، فلا بد من الاقتصار على الإلماح السريع إلى بعضها ، فنقول :
١ ـ إن السورة قد اعتبرت ما جرى في الحديبية فتحا مبينا. وصرح بذلك الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، وقد أظهرت الوقائع هذا الأمر بصورة جلية أيضا.
٢ ـ قد نسبت السورة هذا الفتح إلى الله سبحانه ، بمعنى : أن الله تعالى هو الذي هيأ لهذا الفتح. حيث يتضح لمن رصد حركة الأحداث : أنه «صلىاللهعليهوآله» لو استجاب لرغبة أصحابه لما حصل على هذا الفتح العظيم ، الذي أوجب دخول المنطقة بأسرها في الإسلام من دون قتال ، وأظهر ظلم قريش وعدوانيتها ، وأظهر ضعفها ، وسماحة الإسلام ، ونبل مقاصده ، وجلّى مكامن القوة فيه ، وعرّف الناس بالبون الشاسع بين حقيقة أهداف المسلمين ، والمشركين ، ثم هم مع ذلك كله قد رجعوا سالمين ، ومن دون أية خسائر تذكر ..