يؤتك الله أجرك مرتين :
ورد في الكتاب قوله «صلىاللهعليهوآله» : «يؤتك الله أجرك مرتين» وهذا يتضمن إشارات لأمور عديدة ، منها :
أولا : لقد ذكر له «إيتاء الأجر» لا إعطاءه ، والإيتاء يتضمن معنى الجزاء بل قد فسر به (١).
وهو أيضا يشير إلى : أن ما يصل إليه إنما هو أحد طرفي معاملة أو فقل مبادلة من طرفين ، فهو نظير آسى ، وآكل أي أن الإيتاء إعطاء على سبيل المقابلة بشيء قد أوجب ذلك ، ودعا إليه .. وقد يستبطن ذلك معنى السهولة واليسر أيضا.
ثانيا : إن هذا الإيتاء الذي جاء على سبيل المقابلة والجزاء على فعل الإسلام ، إنما هو من الله تعالى ، فلا منة فيه لأحد عليه ، ولا يطلب منه شكر ومكافأة لمخلوق مثله ..
ثالثا : إن هذا العطاء داخل في مقولة الأجر والمثوبة التي أوجبها إيمان ؛ يعتبر عند الله عملا محترما ، ومحفوظا لعامله الذي قام به باختياره ، وليس استجابة لعملية ابتزاز ، وقهر ، وإخضاع مذل. بل هو أمر فرضه على العامل معرفته بواقع كونه مربوبا ، لا بد أن يؤدي فروضه وواجباته بأمانة وصدق وإخلاص.
رابعا : لعل إيتاء الأجر مرتين ، إنما كان لأجل إيمانه نفسه.
أو ربما يكون الأجر مرتين هو أجر الدنيا وأجر الآخرة ..
__________________
(١) راجع : لسان العرب ج ١ ص ٦٧.