٢ ـ إن قريشا بمن فيها أبو سفيان قد برأت النبي «صلىاللهعليهوآله» من أن يكون هو المطالب بدفع الدية. ولم يستطع أحد منهم أن يدفع هذا القول ، أو أن يسجل تحفظا عليه.
مما يعني : أن أسلوب النبي «صلىاللهعليهوآله» في التعامل مع هذا الأمر كان غاية في الدقة والحكمة.
٣ ـ إن قريشا حتى وهي تواجه مشكلة تمس كبرياءها ، وترى أنها تمثل عدوانا عليها ، قد تعاملت مع تلك المشكلة بالمنطق القبلي ، الذي يكرس الحقد والانقسام العشائري ، خصوصا حين يقول أبو سفيان : أنّى قريش تديه ، وإنما بعثته بنو زهرة.
أسلم وغفار وجهينة مع أبي جندل :
وقد كانت قبائل أسلم ، وغفار ، وجهينة ، تسكن حول المدينة ، وهي قبائل من الأعراب ، كان فيهم طائفة من المنافقين ، أخبر عنها القرآن الكريم بقوله : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ ..) (١).
ويلاحظ : أن من هذه القبائل أشخاصا انضموا إلى أبي جندل ، ونحسب أن ذلك لكونهم وجدوا الفرصة سانحة للحصول على المال ، من التجارات التي يصادرها أبو جندل ، حيث ظهر لهم : أنه قد اتخذ موقعا حساسا على طريق قوافل قريش التجارية ..
__________________
(١) الآية ١٠١ من سورة التوبة.