كما أنه يشير إلى : أن ما يطلبه منه هو ـ فقط ـ اتباع الهدى ، وما أرضاها من دعوة ، وما أيسره من طلب ، إذ إن أحدا لا يستطيع أن يتنكر للهدى ، ولا أن يعادي دعاته.
ثم هو «صلىاللهعليهوآله» لا يتهم كسرى بالضلال ، بل هو يدعوه لاتباع الهدى ، فإن الاتهام بالضلال مما يرفضه الناس عادة ، ولكنهم لا يرفضون أن ينسب إليهم التقصير في اتباع الهدى.
فما أجمل السلام ، وما أحب الهدى .. وما أروع الحياة في ظل ذاك ، وفي حظ هذا .. ولأجل ذلك كانت أول كلمة يكتبها النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى كسرى هي : «سلام على من اتبع الهدى».
وهو سلام يغري بالرد عليه بمثله ، ويفسح المجال لإظهار الرغبة في معرفة هذا الهدى ، وفي اتباعه بعد التحقق منه.
وآمن بالله ورسوله :
ثم تأتي الكلمات التالية في الكتاب لتشير إلى : أن اتباع الهدى إنما هو من خلال الإيمان بالله عزوجل ، ورسوله «صلىاللهعليهوآله» ، والشهادة لله بالوحدانية ..
وهذا الإيمان بالله ، والاعتراف به هو الأساس ، وهو المطلوب لرسوله «صلىاللهعليهوآله» ، وليس المطلوب له أي شيء آخر مما يطلبه ملوك الدنيا عادة من بعضهم البعض.
وأول درجات الإيمان هو الاعتراف بوجود الله سبحانه ، ثم الإيمان ، بمعنى : أن يلزم نفسه ، باحتضانه في داخل كيانه ، وفي عمق وجدانه ، ليعيش