تفاؤل رسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقد ذكرت النصوص المتقدمة : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد تكلم بما يفيد : أنه تفاءل بتمزيق ملك كسرى ؛ لأن كسرى مزق كتابه ، وبأنه يملك بلاده ؛ لأن كسرى أرسل إليه من ترابها.
ونحن وإن كنا قد قدمنا في جزء سابق بعض الحديث عن موضوع التفاؤل ، الأمر الذي أغنانا عن إعادة ذلك هنا.
غير أننا نشير : إلى أنه لا دليل على أن قوله «صلىاللهعليهوآله» هذا قد جاء على سبيل التفاؤل ، بل هو إخبار غيبي لا بد أن يعتبر من أعلام النبوة ، ومن دلائلها ، التي تشير إلى أنه «صلىاللهعليهوآله» قد تلقى ذلك عن الله تعالى ، وهذا هو جزاء كسرى على جرأته على الله ورسوله ، وهو العقوبة العادلة له على بغيه ، وإجرامه في حق الدين والإنسانية ، حيث بادر إلى تمزيق كتاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من دون أي مبرر لذلك سوى ما كان يضج في باطنه من خبث ، وصلف ، وما كان يعتلج في صدره من سوء سريرة ، وسقوطه الشائن والمهين في حمأة الجهل ، والبغي ، والاستكبار ، ومن يكون كذلك فإنه يستحق هذه العقوبة الإلهية ولا يتوقع له سوى الخذلان والخزي والخسران الأكيد ، والاندحار الذليل أمام دعوة الحق والصدق ، والعدل ، والهدى.
كما أن إعلان النبي «صلىاللهعليهوآله» للناس بهذا الأمر ، من شأنه أن يربط على قلوب المؤمنين منهم ، وأن يكبت أعداءهم ، ويكون ذلك للأجيال الآتية ، الذين يشاهدون صدق هذا الخبر ، سبيل هداية ونجاة ..