اثنا عشر رجلا آخر :
وأما بالنسبة للاثني عشر مشركا الذين أرسل النبي «صلىاللهعليهوآله» خيلا فأتوا بهم ، حين قتل ابن زنيم .. فالذي يبدو لنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد بادر إلى أخذهم ثم إطلاق سراحهم ، ليثبت لهم : أنه قادر على مواجهة بغيهم إلى حد إنزال الضربات القاصمة بهم ، وأن مرونته معهم ليست ناشئة عن ضعف أو خوف .. بل هي حكمة وروية ، وعفو منه وتسامح ، وتعظيم للحرم ..
ويوضح ذلك : أنه حين جيء بهم ، قال لهم : «هل لكم عهد أو ذمة؟! فقالوا : لا ..».
وذلك ليفهمهم : أنه لو أراد قتلهم ، فإنه سيكون محقا ؛ لأنهم معتدون ، ومحاربون ، وليس لديهم عهد يمنعه من ذلك ، كما أنهم لم يدخلوا في ذمة أحد ، ليرى نفسه ملزما بمراعاة ذمته.
وهذا يعني : أنه لو قتلهم فليس لأحد أن يلومه في ذلك ، أو يمنعه منه ..
ولكنه «صلىاللهعليهوآله» عفا عنهم لكي يثوبوا إلى رشدهم ، ولتكون هذه رسالة أخرى إلى كل أحد ، تؤكد على : أنه لا يلجأ إلى القتل إلا حين لا يمكن دفع خطر العدو بدون ذلك.
ويؤكد ذلك : أن هذا العقوق قد تكرر منهم ، ولم يكن مجرد حالة استثنائية ، فقد عفا عن الثمانين مع الثلاثين الذين هاجموه ، وطلبوا غرته لكي يوقعوا به ..
متى قتل ابن زنيم؟!
وقد صرحت رواية سلمة بن الأكوع المتقدمة : بأن هذه الأحداث قد حصلت حينما كان سهيل بن عمرو ومن معه يفاوضون رسول الله «صلى