١ ـ أن تمنع المسلمين من دخول مكة ، حتى لو أدى ذلك إلى حرب شعواء. وهذا خيار صعب ، من نواح عديدة ..
إحداها : أنها تخشى أن تدور الدوائر في هذه الحرب عليها.
الثانية : أن العرب يرون : أن مكة والبيت ليس ملكا لقريش ، وإنما هي تقوم بمهمة سدانته ، وتسهيل أمر زيارته .. وليس لها أن تمنع أحدا جاء للحج أو العمرة وزيارة البيت من الوصول إليه ..
فإن فعلت ذلك ، فسوف تواجه النقد الشديد ، والرفض الأكيد حتى من حلفائها ، وربما تنتهي الأمور إلى حدوث انقسامات خطيرة فيما بينها وقد حصل ذلك بالفعل ، كما أظهرته الوقائع ..
٢ ـ أن تسمح قريش للمسلمين بدخول مكة .. وفي هذا ما فيه أيضا : من كسر لهيبتها.
ومن اعتراف بحق المسلمين بهذا الأمر ، بعد أن كانت تصورهم للناس على أنهم جناة ، وعتاة ، وقطاع طرق ، ومفسدون في الأرض ..
ومن أنها لا تأمن من حدوث مفاجآت تجعل الأمور أكثر تعقيدا ، كما لو حصل اعتداء من قبل سفهائها على بعض الوافدين ، ثأرا لآبائهم وإخوانهم الذين قتلوا في بدر ، وأحد ، والخندق .. وربما تتطور الأمور إلى ما هو أعظم وأدهى.
٣ ـ أن ترجعه «صلىاللهعليهوآله» في هذا العام ، وترضى بأن تبذل له من الشروط ما يرضيه ، ولكن هذا الاحتمال الأخير يجعل المبادرة بيد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وهو عارف بما يريد ، ويعرف سبل الوصول إليه ، والحصول عليه ، وهكذا كان ..