وأنه كان حكيم زمانه ، وأنه لما توفى دفن فى البناء الذى يعرف بالهرمين وأن أحدهما قبر هرميس الأول من السبعة الحكماء والآخر قبر تلميذه.
وقال العلامة موفق الدين المعروف بابن المطحن (١) : جاء رجل عجمى فى زمن الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب قال أن الهرم الصغير تحته مطلب فأخرج إليه الحجار بن وأخذوا فى هدمه [ق ١٢٩ ب] وأقاموا على ذلك شهور ثم تركوه عن عجز.
وقال أبو الحسن المسعودى : كانت القوم يبنون هذا الهرم مدرجا ذا مراق كالدرج فإذا فرغوا منه نحتوه من فوق إلى أسفل فهذه كانت حيلتهم فى البناء لهذه الأهرام.
وذكر أبو زيد (٢) البلخى أنه وجد مكتوب على الأهرام بكتابهم خط مغرب فإذا هو «بنى هذان الهرمان والنسر الواقع فى السرطان».
وقال الهمدانى (٣) فى كتاب الأكليل لم يوجد مما كان تحت الماء وقت الغرق من القرى فى قرية بقية سوى الأهرام ونذكر ترجمتها ووجدت ولم تتغير منهما شىء ، ذكر أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحيم القيسى (٤) : أن أهرام مصر عددها ثمانية عشر هرما فى مقابلة الفسطاط من أرض مصر منها ثلاثة أهرام كبار ، دور كل واحد منهما ألفين ذراع فى كل وجه منها خمسمائة ذراع ، وعلوه خمسمائة ذراع وكل حجر من حجارتها ثلاثون ذراع فى غلظ عشرة أذرع ، فهى الثلاثة التى فى الجيزة ، ومنها عند مدينة فرعون يوسف عليه السلام أهرام عديدة ، ومنها عند ميدون [ق ١٣٠ أ] أهرام عظيمة قيل أنها خمس طبقات.
وأما الهرم الذى بدير أبى هرمس فإنه قبر قرياس ، وكان فارس أهل مصر ، وكان يعد بألف فارس وأنه لما مات جزع عليه لملك جزعا شديدا ودفنوه بدير أبى هرمس وبنوا عليه الهرم مدرجا وكان طبنه لم يعرف ل معدن إلا بالفيوم.
وقال ابن عفير عن أشياخه : أن جناد بن مناد بن شمرا بن شداد بن عاد بن عوض بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام قد طال ملكه وبلغ ثلاثمائة سنة ، وهو الذى بنى الأهرام وذكر بعض المحدثين وعلى أن لم يجدوا ولا وقفوا على من بنى هذه الأهرام ولا خبر يثبت عنهم.
__________________
(١) لا زال كتابه مفقود ونقل عنه المقريزى وابن تغرى بردى.
(٢) له ذكر فى الخطط للمقريزى.
(٣) طبع هذا الكتاب فى المطبعة السلفية.
(٤) صاحب كتاب تحفة الألباب.