وفي كل سنة مرتين كالمد والجزر اليومي تابع لقرص القمر ، ويخرج الشعاع عنه من جنبتى جرم الماء ... [فإذا كان القمر وسط السماء كان البحر في غاية المد](١) فإذا كان القمر في وتد الأرض ، فإذا بزغ القمر طالعا من الشرق أو غرب كان الجزر والمد الشهرى يكون عند استقبال القمر للشمس في نصف الشهر ، ويقال له الامتلاء أيضا عند الاجتماع ، ويقال له السرار.
والجزر يكون أيضا في وقتين : عند تربيع القمر للشمس فى سابع الشهر ، وفى ثانى عشرية. والمد السنوي يكون أيضا في وقتين أحدهما عند حلول الشمس بآخر برج السنبلة والأخرى عند حلول الشمس بآخر برج الحوت.
فإن اتفق أن يكون ذلك في وقت الامتلاء أو الاجتماع فإنه حينئذ يجتمع الامتلاء الشهرى والسنوى ، ويكون عند ذلك البحر في غاية الفيض ، لا سيما أن وقع الاجتماع والامتلاء فى وسط السماء ، ووقع مع النيرين أو مع أحدهما أحد الكواكب السيارة فإنه يعظم الفيض.
فإن وقع كوكبان فصاعدا مع أحد النيرين تزايد عظم الفيض ، وكانت زيادة النيل تلك السنة عظيمة جدا ، وزاد أيضا نهر مهران لا يبلغان غاية زيادتهما لعدم الأنوار التى تثير المياه ، ويكون بمصر تلك السنة [ق ٣٦٠] الغلاء والجزر السنوى يكون عند حلول الشمس برأسي الجدى والسرطان.
فأما المد اليومى الدافع من البحر المحيط فإنه لا ينتهى في البحر الخارج من المحيط أكثر من درجة واحدة فلكية ، ومساحتها من الأرض نحو من ستين ميلا ، ثم ينصرف وانصرافه هو الجزر. وكذلك في الأودية إذا كانت الأرض.
وهذه المد الشهرى ينتهى إلى أقاصى البحار وهو يمسكها حتى لا تنصب في البحر المحيط ، وحيث المد الشهرى فهناك منتهى ذلك البحر وطرفه.
وأما المد السنوي فإنه يزيد في البحار الخارجة عن البحر المحيط زيادة بينة ، وعن هذه لزيادة تكون زيادة النيل وامتلاؤه وامتلاء نهر مهران والديتلو الذي ببلاد السند.
__________________
(١) وردت هذه العبارة على هامش المخطوطة.