جذع ، وهنت ، وذيت بمنزلة فلس ، فصار التأنيث في هذه الأسماء مذهبان :
مذهب الحروف الأصلية لسكون ما قبلها.
ومذهب هاء التأنيث ؛ لأنها لم تقع إلا على مؤنث ومذكرها ، بخلاف لفظها ، كأخ ، وابن ، وهن ، فجمعتها العرب ، وصغرتها بالرد إلى الأصل ، وترك الاعتداد بالتاء ، فقالوا : أخوات وبنات ، وهنات وقالوا في التصغير أخيّة ، وبنيّة ، وهنية ، أو هنيهة ، فاختار النحويون ردها إلى الأصل في النسبة ، كما ردتها العرب في التصغير والجمع إلى ذلك حين قالوا : أخية ، وأخوات وإذا ردوها إلى الأصل وجب أن يقال : بنوي في بنت ، وأخوي في أخت ، وفتحت الياء ؛ لأن الجمع قد دلّ على فتح الياء في الأصل حين قالوا بنات وأخوات. فإن قال قائل : فهلا أجزتم في النسبة إلى بنت : بنيّ ، من حيث قالوا : بنات كما قلتم : أخويّ من حيث قالوا أخوات ، فإن الجواب عن ذلك أنهم قالوا في المذكر : بنويّ ولم يقولوا فيه : بنيّ إنما قالوا : بنوي ، أو ابنيّ ، فلم يحملوا على الحذف إذ كانت الإضافة قوية على الحذف.
وكان يونس يجيز بنتيّ ، وأختيّ على ما ذكرناه من إلحاقهما بجذع ، وقفل ، وإجراء الملحق بمنزلة الأصل ولم يكن يقول : في هنت ، ومنت : هنتيّ ومنتيّ.
فقال الخليل : من قال بنتيّ قال : هنتيّ يعني يجب عليه أن يقول هذا.
قال : وهذا لا يقوله أحد.
واستدل سيبويه على أن أصل" ابن" و" بنت" فعل (كما) أن أختا أيضا فعل بقولهم : أخوك وأخاك ، وأخيك ، فاستدل بفتح أوله ، وبقولهم" آخاء" في الجمع فيما حكاه يونس عن بعض العرب.
قال :
وأي بنو الآخاء تنبو مناسبه (١)
وقد ذكرت هذا في غير هذا الموضع.
وإنما قالوا في النسبة إلى الاثنين : ثنويّ ؛ لأن أصله فعل ، وقول العرب ثنتان لا يبطل ذلك ، كما أن كسر الباء في بنت لا يبطل أن يكون أصل بنيتها فعلا ويقوي ذلك أيضا
__________________
(١) في اللسان : (أخا).