من أهل منبج ، الشاعر ، قدم بغداد وروى بها شيئا من شعر جده ، قرأ عليه أبو عثمان الناجم.
قرأت في كتاب إسماعيل بن علي بن الحسين السمان (١) الرازي بخطه وأنبأنيه محمد ولامع ، أنبأنا أحمد بن نصر الصيدلاني عن أبي علي الحداد عنه قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن يحيى بن سهل بن السري الطائي المنبجي من لفظه قال : حدثنا أستاذنا أبو العباس أحمد بن فارس الأديب المنبجي قال : حدثني أبو أحمد عبيد الله بن يحيى بن الوليد البحتري قال : لقيني أبو عثمان الناجم صاحب ابن الرومي وأنا ببغداد فقرأ عليّ قصائد من شعر جدي ، وحدثني قال : قال لي ابن الرومي يوما : ويحك ألا أعجبك وأطرفك من هذا الفلك المبارك؟ قلت : وما هو ، لا تأخذ معي في كفرياتك ، فقال : ولو كفرت لم أكن ملوما من ذلك ، إنا جماعة من الشعراء أنا (٢) نتردد إلى باب الوزير صاعد بن مخلد منذ خمسة أشهر لم يؤذن لواحد منا ، فلما كان في (٣) هذا اليوم وافى البحتري إلى باب صاعد ، فلما أشرف رفعت له الستور ودخل من وقته ، فأنشده شعرا وخرج وبين يديه خمس بدر فليت شعري ما الذي أنشده ، أتراه جاءه بما لم ينزل إلا عليه ، بالله لما صرت إليه وجئتني بالقصيدة لننظر فيها ، فمضيت إلى جدك فسألته عنها فقال : هي في ذلك اللوح لم أبيضها ، فإن شئت أن تكتبها فافعل! فكتبتها ودفعتها إلى ابن الرومي وهي القصيدة التي أولها (٤):
وأي مرجى سلوة أو مريدها |
|
إذا وقدات الحب حب خمودها |
فنظر فيها فلما وصل إلى هذا الموضع :
مقيم بأكناف المصلى تصيدني |
|
لأهل المصلى ظبية ما أصيدها |
ترغب عن صبغ المجاسد قدها |
|
ليحلو واستغنى عن الحلي جيدها |
حرك رأسه تعجبا ، فلما وصل إلى قوله في المدح :
__________________
(١) في (ج) : «السماك» وفي (ب) : «السمال».
(٢) في (ب) : «لنا».
(٣) في (ج) : «كان لي».
(٤) تم تصحيح الأبيات من الديوان للبحري ١ / ٢٩٣.