وسمع منه الحديث ثم عاد إلى بغداد وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، ثم رتب وكيلا للجهة أم الإمام الناصر لدين الله بعد وفاة والده وكان وكيلها.
ثم ترقت به الحال فرتب ناظرا في ديوان الزمام في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ولم تزل السعادة (١) له شاملة إلى أن ولى الوزارة وخلع عليه في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال من سنة ثلاث وثمانين.
ثم نفذ مع العسكر المنصور إلى همذان لمناجزة طغرل بن أرسلان بن طغرل بن محمد السلجوقي الخارج هناك المتسمي بالسلطان فتوجه في غرة (٢) صفر سنة أربع وثمانين ، فلما تلاقى الجمعان انكسر الوزير وقلت جموعه وأخذ أسيرا (٣) وحمل إلى همذان ثم منها إلى آذربيجان.
ثم أطلق فتوجه إلى الموصل (٤) ثم جاء إلى بغداد فدخلها مستترا في شهر رمضان من سنة أربع وثمانين المذكورة ، وبقي في بيته لا يظهر مدة ، ثم إنه رتّب ناظرا في المخزن المعمور وأعماله مدة ، ثم نقل إلى أستاذية دار الخلافة في سنة سبع وثمانين ، وردت أمور الديوان إليه فصار كالنائب في الوزارة يصدر الأمور وينفذها والناس سامعون له مطيعون إلى أن رتب ابن القصاب وزيرا في شهر رمضان من سنة تسعين فعزل ابن يونس عن ولايته وقبض عليه واعتقل بدار ابن القصاب فبقي بها معتقلا إلى أن توفي ابن القصاب في سنة اثنتين وتسعين ، فنقل ابن يونس من داره إلى دار الخلافة فحبس في بواطنها ، وكان آخر العهد به.
وكان ذكيا حسن الفهم غزير الفضل ، له يد حسنة في علم الأصول ثم يعرف الكلام معرفة جيدة. وقد صنف كتابا في الأصول ومقالات الناس فكان يقرأ عليه في داره ويحضر [الفقراء] (٥) والفقهاء والعلماء لسماعه ، وكانت له معرفة حسنة
__________________
(١) في الأصل : «الشهادة».
(٢) في (ج) : «عشرة».
(٣) في الأصل : «يسيرا».
(٤) في النسخ : «المتوصل».
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).