الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال : أنشدنا أبو الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه :
دهينا من زمان ليس فيه |
|
سوى متشامت أو مستريب |
وحاسد نعمة وصديق وقت |
|
إذا ما غبت ذمك في المغيب |
فمن أولاك ودا من صديق |
|
ومن ذي قربة أو من غريب |
فحب خديعة لمكان رفق |
|
متى ما زال ذمك من قريب |
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفقيه المالكي بالإسكندرية قال : أنبأنا طاهر بن أحمد بن محمد الأصبهاني ، حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن النقور قال : أنشدني أبو بكر الخطيب قال : أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال : أنشدني(١) أبو الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه :
إذا كان العدو يريد غيظي |
|
ويلقاني العدو بكل سوء |
ويوسعني الصديق الغيظ مزحا |
|
تباعا في الرواح وفي الغدو |
ويجتمعان في غيظي جميعا |
|
فما فضل الصديق على العدو |
قال : وأنشدنا الأحنف لنفسه :
أقلل من الخلطة للناس |
|
وعارض الأطماع باليأس |
واقنع إذا لم يكن حظ ثمل |
|
بل اللهي من أسفل الكأس |
وأحذر بني آدم وأنس إلى |
|
من شئت من وحش ونسناس |
ولا تمار أبدا جاهلا |
|
محضا ولو كنت ابن عباس |
لا يترك الإنسان أخلاقه |
|
طوعا ولو شد بإمراس |
ولا تعب ما عشت خلقا وقل |
|
حسنا على رفق وإيناس |
وجملة الأمر ورأس الحجى |
|
في الصمت أو قول بقسطاس |
وكلما أوتيت من نعمة |
|
فغطها عن أعين الناس |
__________________
(١) «أبو بكر الخطيب قال أنشدنى أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال أنشدنى» ساقطة من (ب).