[٧٣١] فإن قيل : قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ) خبر عن كفار مكة ، فكيف قال تعالى : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) أي بالتوحيد أو بالقرآن (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) [المؤمنون : ٧٠] ولم يقل وكلهم ، مع أن كلهم كانوا للتوحيد كارهين بدليل قولهم (بِهِ جِنَّةٌ) [المؤمنون : ٧٠]
قلنا : كان فيهم من ترك الإيمان به أنفة واستنكافا من توبيخ قومه ؛ لئلا يقولوا ترك دين آبائه لا كراهة للحق ، كما يحكى عن أبي طالب وغيره.
[٧٣٢] فإن قيل : كيف جمع فقال : (رَبِّ ارْجِعُونِ) [المؤمنون : ٩٩] ولم يقل ارجعني ، والمخاطب واحد وهو الله تعالى؟
قلنا : هو جمع للتفخيم والتعظيم كقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى) [يس : ١٢] وأشباهه.
[٧٣٣] فإن قيل : كيف قال تعالى : (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) [المؤمنون : ١٠١] وقال ، في موضع آخر : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ)؟ [الصافات : ٢٧].
قلنا : يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة ، ففيه أحوال مختلفة ، ففي بعضها يتساءلون ، وفي بعضها لا ينطقون لشدة الهول والفزع.