مَثْوىً لَهُمْ) [فصلت : ٢٤] مع أنهم إن لم يصبروا على عذاب النار وجزعوا فالنار مثوى لهم أيضا؟
قلنا : فيه إضمار تقديره : فإن يصبروا أو لا يصبروا فالنار مثوى لهم. على كل حال ، ولا ينفعهم الصبر في الآخرة كما ينفع الصبر في الدنيا ، ولهذا قيل الصبر مفتاح الفرج ، وقيل من صبر ظفر.
الثاني : أن هذا جواب لقول المشركين في حث بعضهم لبعض على إدامة عبادة الأصنام (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) [ص : ٨٦] فقال الله تعالى فإن يصبروا على عبادة الأصنام في الدنيا فالنار مثوى لهم في العقبى.
[٩٧٥] فإن قيل : كيف قال تعالى في وصف الكفار : (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) [فصلت : ٢٧] أي بأسوإ أعمالهم ، مع أنهم يجزون بسيّئ أعمالهم أيضا؟
قلنا : قد سبق نظير هذا السؤال في آخر سورة التوبة ، والجواب الأول هناك يصلح جوابا هنا.
[٩٧٦] فإن قيل : ما فائدة قوله تعالى : (وَلا لِلْقَمَرِ) [فصلت : ٣٧] بعد قوله تعالى : (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ) [فصلت : ٣٧] وهو مستفاد من الأول بالطريق الأولى؟
قلنا : فائدته ثبوت الحكم بأقوى الدليلين وهو النص ، والله أعلم.