يمكن لنا أن نستخلص من معطيات ما سلف ما يلي :
أولا : أن الله سبحانه وتعالى جعل للكرة الأرضية سقفا يحيط بها ، ويكون سببا في حمايتها من كل سوء ، وحافظا لها من كل مكروه.
ثانيا : أن هذا الغلاف الجوي للأرض قد جعل الله فيه أبوابا ومنافذ يتسنى للإنسان أن يعبرها ويخرج من محيط الأرض ، ولقد أكد الحق تبارك وتعالى وجود أبواب للسماء في العديد من الآيات القرآنية من ذلك قوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) (١) وقوله : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) (٢).
ثالثا : منافذ الغلاف الجوي للأرض ، الطريق إليها ليست مستقيمة إنما هي طرق مستوعرة متعرجة.
ولقد وصف ربنا سبحانه السماء بأنها ذات طرق ، قال تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) (٣) أي إن في السماء طرقا كثيرة ، (ولكل طريق أبواب عدة ، ولم ينفذ علماء الفلك من الغلاف الجوي الأرضي ويسبروا شيئا من أقطار السموات والأرض ، إلا من خلال الأبواب والطرائق الموجودة في الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي ، فكل مركبة فضائية يجب أن تنطلق في زاوية معينة وفي مسار معين كي تستطيع النفاذ من نطاق جاذبية الأرض إلى الفضاء الخارجي ، وهناك آلاف الأدمغة الألكترونية التي تصحح سير المركبة كلما ضلت عن مسارها ، كما أن على المركبات الفضائية خلال عودتها إلى الأرض من الفضاء الخارجي ، الدخول والسلوك من فتحات وطرائق معينة في الغلاف الجوي الأرضي وإلا بقيت في الفضاء الخارجي أو احترقت قبل وصولها إلى الأرض) (٤).
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٤٠.
(٢) سورة القمر ، الآية : ١١.
(٣) سورة الذاريات ، الآية : ٧.
(٤) من علم الفلك القرآني ، عدنان الشريف ، بيروت ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثالثة ، ١٩٩٧ ، ص : ١٣٢.