قد تجاوز الحد وتعسف وغالى في منهجه هذا ، وآخرون تبنوا قضية الإعجاز ولكن بتحفظ وحذر ، فلم يأخذوا من قضايا العلم إلا ما ارتقى إلى مستوى الحقيقة العلمية القطعية ، دون الفرضيات أو النظريات ، وهؤلاء قد أصابوا في منهجهم وعملهم هذا ، وفريق ثالث ضرب بقضية الإعجاز العلمي عرض الحائط واعتبرها نوعا من أنواع السذاجة وتضييع الأوقات ، وهؤلاء قد جانبوا الصواب بمنهجهم هذا لأنهم أنكروا ما هو موجود بل ذاخر به كتاب الله تعالى ، وختم الفصل بالترجيح بين هذه المسالك.
وجاء الفصل الرابع بمدخل عرض فيه أهمية الإعجاز العلمي والدعوة إليه في عصرنا ، وأن الإسلام هو دين توج رسالته بالعلم ، كما تحدث هذا الفصل عن التطبيقات المعاصرة لقضايا الإعجاز وبالشروط والضوابط التي وضعها علماء التفسير لذلك ، فكان فيه الحديث عن الجانب الفلكي في كتاب الله تعالى من حيث مولد الكون ومنشئه ، وتمدد الكون وتوسعه ، ونهاية الكون وفناؤه ، وكل ذلك بين القرآن والعلم ، وأما الفصل الخامس فقد تعرض للحديث عن الإعجاز القرآني في الشمس من حيث تحركاتها وانتقالاتها ، وتوهجها ولهيبها ، وإشارة القرآن إلى تعدد الشموس والأقمار ، ثم الحديث عن موت الشمس ونهايتها بين القرآن والعلم ، وأما الفصل السادس فقد تحدث عن الإعجاز القرآني في الأرض ، وذلك من جهة كرويتها ، ودورانها ، وجاذبيها ، وغلافها الجوي ، ونقصانها وتآكلها ثم موتها ، وفي الفصل السابع تعرضت للحديث عن الإعجاز القرآني في القمر ، وأظهرت سبق القرآن في إثباته لإنارة القمر وكيف يستمد نوره من الشمس ، ولا نور ذاتي له ، ثم تحدثت عن انشقاقه ومنازله جمعه في آخر عهده مع الشمس ثم موته.
وكان الحديث في الفصل الثامن عن إعجاز القرآن في الرياح ، وأشرت إلى أنواع الرياح بين القرآن والعلم ، وإلى تكوين السحب وأنواعها بين القرآن والعلم ، ثم تعرضت للحديث عن لفتات إعجازية في البرد والبرق ، وفي الفصل التاسع تحدثت عن الجبال وطرق تكوينها ، وكيف أن الخالق جل جلاله جعلها سببا لتثبيت الأرض وقرارها ، ثم أوضحت السر القرآني في ربطه بين الجبال الشامخات والماء الفرات ، وختمت الفصل بالحديث عن حركة الجبال وتعدد صخوره ، وجاء الفصل العاشر والأخير للحديث عن البحار وما أودع الله سبحانه فيها من عجائب وأسرار ، كتلك الظلمات المتعاقبة والأمواج المتنوعة سواء داخل البحر أو على سطحه ، وكيف سجل الحق جل جلاله حقيقة التقاء البحار دون امتزاج بسبب الحاجز المائي بينها ، ثم تعرضت للحديث عن البحر