المسجور وما كشف عنه العلماء في هذا الصدد ، وختم الفصل بالإشارة إلى حقيقة اهتزاز الأرض بماء السماء وسبب ذلك بين القرآن والعلم.
علما أن هذا العمل قد دعّم بصور علمية شارحة ، فالآيات التي نتحدث عن إعجاز القرآن فيها نعرض لها من الصور العلمية ما ينسجم ويتوافق معها ، كذلك من الجداول والإحصائيات العلمية ما يوضح جانب الإعجاز العلمي فيها قدر الإمكان ، بالإضافة إلى اللقاءات والمقابلات الشخصية مع بعض العلماء البارزين في هذا المجال.
وفي هذه الرسالة جمعت تلك الفصول وعمدت فيها لإبراز ثلاثة وصايا أو جوانب :
الجانب الأول : أن في القرآن أنباء وحقائق علمية ستبقى متجددة مساورة للركب الحضاري والعلم الإنساني مدى الدهر ، فإعجازاته مستمرة مع كل جيل ، فما رأينا نحن الآن من حقائق علمية كشف عنها العلماء ووجدنا أن القرآن ذكرها قد غابت عن أسلافنا ، وإن هناك حقائق لم تظهر بعد تعتبر بالنسبة لنا في تلافيف الغيب المستقبلي والتي ستكون مشاهدة ومرئية للأجيال القادمة من أبنائنا.
الجانب الثاني : بناء على هذا ، فإن البحث في هذا الموضوع مفتوح بل هو خصب ، لذلك أهيب بذوي الاختصاص ، وأولي الأمر من قادة المسلمين بتهيئة الجوّ المناسب ، وتسخير أدوات البحث العلمي للبحّاث والدارسين في جوانب الإعجاز العلمي في القرآن ، وتوفير الإمكانات البحثية في سبيل تحقيق ذلك الهدف.
الجانب الثالث : فإن ما قدمته في رسالتي المتواضعة هذه ، إن خدم المكتبة الإسلامية في شيء وانتفع بها الناس من المسلمين وغيرهم ، فذلك رجائي وأملي في دنياي وآخرتي ، وإن تكن الأخرى فمعذرتي إلى خالقي ومولاي جل جلاله ، فإنا قد كوّنا على الخطأ والضعف وعزائي في ذلك عفو من الله جل جلاله ورحمة ورضوان تشملني يوم الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث بالمعجزات الباهرات رحمة للعالمين وآله وصحبه والتابعين.