ذيل كتاب «إشارات الإعجاز» بطائفة من الأقوال والآراء لكبار مفكري الغرب ، يتحدثون ويقرّون بعظمة القرآن وإعجازاته ولنثبت بعضها هنا.
يقول : «واشنجون إيرفنج (١) w.lrving» : (كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان وأساس سلوكه ، حتى إذا ظهر المسيح عليهالسلام اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل ، ثم حلّ القرآن مكانهما فقد كان القرآن أكثر شمولا وتفصيلا من الكتابين السابقين ، كما صحّح القرآن ما قد أدخل على هذين الكتابين من تغيير وتبديل ، وحوى القرآن كل شىء ، وحوى جميع القوانين ، إذ أنه خاتم الكتب السماوية ...) (٢).
ويقول «بلاشير» (٣) : (لا جرم في أنه إذا كان ثمة شيء تعجز الترجمة عن أدائه فإنما هو الإعجاز البياني واللفظي والجرس الإيقاعي في الآيات المنزلة في ذلك العهد .. إن خصوم محمد صلىاللهعليهوسلم قد أخطئوا عند ما لم يشاءوا أن يروا في هذا إلّا أغاني سحرية وتعويذية ، وبالرغم من أننا على علم استقرائيا فقط بتنبؤات الكهان ، فمن الجائز لنا الاعتقاد مع ذلك بخطإ هذا الحكم وتهافته ، فإن للآيات التي أعاد صلىاللهعليهوسلم ذكرها في هذه السور اندفاعا وألقا وجلالة ، تخلّف وراءها بعيدا أقوال فصحاء البشر كما يمكن استحضارها من خلال النصوص الموضوعة التي وصلتنا) (٤).
__________________
(١) ١٧٨٣ ـ ١٨٥٩ ، واشنجون إيرفنج ، قصصي وكاتب سير أمريكي ، اعتبره بعضهم أبا الأدب الأمريكي ، واعتبره آخرون مخترع الأقصوصة ، من آثاره القصصية : حكايات رحالة ، ومن كتبه : محمد وخلفاؤه. انظر : معجم أعلام المورد ، منير بعلبكي ، بيروت ، دار العلم للملايين ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٢ ، ص : ٧٩ ، بتصرف.
(٢) إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز ، سعيد النورسي ، بيروت ، دار المحراب للطباعة ، تحقيق ، إحسان قاسم الصالحي د. ت ، ص : ٢٥٠.
(٣) ١٣١٨ ـ ١٣٩٣ ه ، ١٩٠٠ ـ ١٩٧٣ ، بلاشير ريجيس ، من علماء المستشرقين ومن أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ، ومجمع الفرنسي الأعلى الأنستيتو بباريس ، فرنسي ، ضليع في العربية ، ولد في مونروج ، من ضواحي باريس ، تلقى دروسه الثانوية في الدار البيضاء بالمغرب وتخرج بكلية الآداب في الجزائر ، ، ألف بالفرنسية كتبا كثيرة وترجم بعضها إلى العربية ، من كتبه : ترجمة القرآن الكريم ، وتاريخ الأدب العربي ، وقواعد العربية الفصحى. انظر : الأعلام ، للزركلي ، ٢ / ٧٢ ، بتصرف.
(٤) إشارات الإعجاز ، سعيد النورسي ، ص : ٢٥٠.