وفيها مقتل جعفر البرمكيّ(١)
وقد اختلف في سبب قتله على أقوال ،
فقيل : إنّ جبريل بن بختيشوع (٢) الطبيب قال : إنّي لقاعد عند أمير المؤمنين الرشيد ، إذ أتى يحيى بن خالد بن برمك ، وكان يدخل بلا إذن ، فلما قرب سلّم ، فردّ عليه الرشيد ردّا ضعيفا ، فعلم يحيى أنّ أمرهم قد تغيّر ، فأقبل عليّ الرشيد وقال : يا جبريل ، يدخل عليك أحد منزلك بلا إذن؟
فقلت : لا! قال : فما بالنا يدخل علينا بلا إذن؟
فوثب يحيى فقال : يا أمير المؤمنين ، قدّمني الله قبلك ، والله ما هو إلّا شيء خصصتني به ، والآن فأكون في الطبقة الثانية من أهل الإذن إن أمرتني. فاستحيا الرشيد ، وكان من أرقّ الخلفاء ، وأطرق ثم قال : ما أردت ما تكره ، ولكنّ الناس يقولون.
قال : فظننت أنه لم يسنح له جواب يرتضيه ، ثم خرج يحيى (٣).
وقيل : إن ثمامة بن أشرس قال : أول ما أنكر يحيى بن خالد من أمره أنّ
__________________
(١) انظر عن مقتل جعفر البرمكي في :
تاريخ خليفة ٤٥٨ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٢٨٧ وما بعدها ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٠٦ وما بعدها ، ونشوار المحاضرة للتنوخي ٧ / ٧٤ ، ٧٥ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٧٥ وما بعدها ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٠٤ ، ١٠٥ ، ومروج الذهب ٣ / ٣٨٤ وما بعدها ، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا ٢٠٥ ـ ٢١٠ ، وأمالي المرتضى ١ / ١٠١ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٧٩ وما بعدها ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٥ ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج ٤٩٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٢٨ ـ ٣٤٦ ، والعقد الفريد ٥ / ٥٨ وما بعدها ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة ٢ / ٢٠٣ وما بعدها ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ١٤٥ وما بعدها ، ونهاية الأرب للنويري ٢٢ / ١٣٥ وما بعدها ، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ٢ / ١٦ وما بعدها ، ومرآة الجنان لليافعي ١ / ٤٠٤ وما بعدها ، والبداية والنهاية لابن كثير ١٠ / ١٨٩ وما بعدها ، ومقدّمة ابن خلدون (مصوّرة دار إحياء التراث ، بيروت) ١٣٦ ، وتاريخ بغداد ٧ / ١٥٢ ـ ١٦٠ رقم ٣٦٠٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٢١. وستأتي ترجمته في الوفيات من هذا الجزء ، مع مصادرها.
(٢) هو جبرائيل بن بختيشوع بن جورجيس بن بختيشوع. (تاريخ الزمان لابن العبري ١٨).
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٧٧ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٤٥ ، ١٤٦ وفيه أن القائل «بختيشوع».