وقيل إنّ جعفر بنى دارا أنفق عليها عشرين ألف ألف درهم فأسرف (١).
وعن موسى بن يحيى بن خالد قال : اعتمر أبي في العام الّذي نكب فيه وأنا معه ، فتعلّق بأستار الكعبة وجعل يقول : اللهم ذنوبي عظيمة لا يحصها غيرك ، إن كنت معاقبي فاجعل عقوبتي في الدنيا ، وإن أحاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي حتى أبلغ رضاك ، ولا تجعل عقوبتي في الآخرة (٢).
وكان موسى هذا أحد الأبطال الموصوفين.
وقيل : إنّ عليّ بن عيسى بن ماهان قدح فيه عند الرشيد وأعلمه طاعة أهل خراسان له ومحبّتهم إيّاه ، وأنه يكاتبهم ويعمل على الذهاب إليهم ، فاستوحش الرشيد منه (٣).
ثم ركب موسى دين فاستتر من الغرماء ، فتوهّم الرشيد أنّه سار إلى خراسان ، ثم ظهر فحبسه ، فكان ذلك أول نكبتهم. فأتت زوجة يحيى بن خالد إلى الرشيد ولا طفته ، فقال : يضمنه أبوه. فضمنه يحيى (٤).
وكان الرشيد قد غضب على الفضل بن يحيى لتركه الشرب معه. وكان الفضل يقول : لو علمت أنّ شرب الماء ينقص من مروءتي ما شربته ، وكان مشغوفا بالسماع (٥).
وأما جعفر فكان ينادم الرشيد ، وأبوه يأمره بالإقلال من ذلك فيخالفه (٦).
وقد كان يحيى قال : يا أمير المؤمنين ، أنا والله أكره مداخلة جعفر
__________________
= نهاية الأرب ٢٢ / ١٣٧ ، شرح البسّامة بأطواق الحمامة ٢٢٥ ـ ٢٢٧ (أو كمامة الزهر وصدفة الدرّ) ـ لعبد الملك بن عبد الله بن عبدون الحضرميّ الإشبيلي ـ طبعة السعادة ١٣٤٠ ه. ، بالقاهرة ، وفيات الأعيان ١ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، مرآة الجنان ١ / ٤١٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٨٩ ، الفخري ٢٠٩.
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٢٩١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٧٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٨٩ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٤٤.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٢٩٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٧٦ ، ١٧٧ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٣٦.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ / ١٧٧ ، تاريخ الطبري ٨ / ٢٩٣.
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٢٩٣.
(٥) تاريخ الطبري ٨ / ٢٩٣.
(٦) تاريخ الطبري ٨ / ٢٩٣.