مدحوك بما ليس فيك ، وإن غضبوا (١) شهدوا عليك وقبل منهم (٢).
قال قطبة بن العلاء : سمعت الفضيل يقول : آفة القرّاء العجب.
قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل يقول : أكذب الناس العائد في ذنبه ، وأجهل الناس المدلّ بحسناته ، وأعلم الناس أخوفهم من الله (٣).
قال مردويه : سمعت الفضيل يقول : إذا علم الله من رجل أنّه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قلّ عمله (٤).
من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة (٥).
قال المفضّل الجنديّ : نا إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ : ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل (٦).
كانت قراءاته حزينة ، شهيّة ، بطيئة ، مترسّلة ، كأنّه يخاطب إنسانا ، إذا مرّ بآية فيها ذكر الجنّة تردّد فيها وسأل. وكانت صلاته باللّيل ، أكثر ذلك قاعدا ، يلقى له حصير ، فيصلّي من أول اللّيل ساعة ، ثم تغلبه عينه ، فينام (٧) قليلا ثم يقوم ، فإذا غلبه النوم نام ، ثم يقوم ، هكذا حتّى يصبح.
وكان دأبه إذا نعس أن ينام ، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث.
وكان يثقل عليه الحديث جدّا (٨).
__________________
(١) في طبقات الصوفية «وإن أبغضوك».
(٢) طبقات الصوفية ١١.
(٣) حلية الأولياء ٨ / ٨٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤ وقد تقدّم.
(٤) حلية الأولياء ٨ / ١٠٣ ، ١٠٤ وقد تقدّم قبل ذلك.
(٥) طبقات الصوفية للسلمي ١٠ عن أبي محمد عبد الله بن محمد الرازيّ ، عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ ، قال : سمعت مردويه الصائغ .. ، حلية الأولياء ٨ / ١٠٣.
(٦) حلية الأولياء ٨ / ٨٦.
وأخرج أبو نعيم نحوه (٨ / ٨٤ ، ٨٥) : عن عبد الله بن جعفر ، حدّثنا أحمد بن الحسين الحذّاء ، حدّثنا إبراهيم الثقفي ، حدّثني محمد بن شجاع أبو عبد الله ، عن سفيان بن عيينة قال : ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وأبيه. وهو في تهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٥٢.
(٧) في الأصل «فيبكي» ، وهو سبق قلم.
(٨) حلية الأولياء ٨ / ٨٦ ، صفة الصفوة ٢ / ٢٣٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٥٢ ، =