عينيه ، وعن جعفر بن محمّد (ع): ما غنم المسلمون مثلها قطّ الّا ان يكون من خيبر فانّها مثل خيبر فانزل الله تبارك في ذلك اليوم هذه السّورة (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) يعنى انّ الإنسان يشهد ويعلم انّه كنود ، أو الله يشهد على انّه كنود (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) اى بخيل أو قوىّ ، والمراد بالخير المال أو الحياة أو كلّ ما كان ملائما للإنسان (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ) اى بعث (ما فِي الْقُبُورِ) اى قبور التّراب من الأموات ، وقبور الأبدان من القوى والفعليّات ، والقوى والاستعدادات المكمونات (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) من النّيّات والإرادات والخيالات والاعتقادات (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) الجملة مفعول يعلم معلّق عنها العامل يعنى انّه ينبغي ان يعلم ذلك فيرتدع من خلاف قول رسوله (ص) وضمير بهم راجع الى الإنسان لانّه امّا في معنى الجنس ، أو راجع الى ما في القبور ، والتّعبير بما لانّ ما في القبور ما دام في القبور في حكم غير ذي الشّعور ، وإذا بعث من القبور صار في حكم ذي الشّعور.
سورة القارعة
مكّيّة ، احدى عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ) وضع الظّاهر موضع المضمر وتكرير الاستفهام ونفى دراية محمّد (ص) أو دراية من له شأن الدّراية تعظيم وتهويل للقارعة والمراد بالقارعة امّا القيامة فانّها تقرع كلّ من كان له في الدّنيا انانيّة بما فيها من الأهوال ، أو المراد بها الدّاهية الّتى تكون في القيامة (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) الّذى يتهافت على السّراج ولا يكون لحركته وطيرانه نظام ، شبّه النّاس في القيامة به لشدّة تحيّرهم وعدم انتظام حركاتهم مثل قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) ويوم منصوب بالقارعة ، أو بأعني محذوفا ، أو بيكون محذوفا (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) العهن الصّوف أو المصبوغ منه ألوانا ، والمنفوش المنتشر والمعنى تكون الجبال كالصّوف المصبوغ المندوف (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) اى ذات رضا ، أو الوصف بحال المتعلّق اى في عيشة راض صاحبها بها (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) الامّ هاهنا بمعنى المسكن أو الخادم ، أو المعنى امّ رأسه ساقطة في النّار ، لكنّ الاوّل اولى ليوافق ظاهره التّفسير الّذى في قوله تعالى (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ) شديد الحرارة.
سورة التّكاثر
مدنيّة ، وقيل : مكّيّة ثمان آيات