__________________
فقدموا الكسائي يصلي فارتج عليه قراءة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) فقال اليزيدي : قراءة (قُلْ يا أَيُّهَا) ترتج على قارئ الكوفة قال : فحضرت صلاة فقدموا لليزيدي فارتج عليه في الحمد فلما سلم قال :
احفظ لسانك لا تقل فتبتلى |
|
إن البلاء موكل بالمنطق |
واختلف في تسميته بالكسائي فالذي رويناه عنه أنه سئل عن ذلك فقال : لأني أحرمت في كساء وقيل : لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة فيقول أعرضوا على صاحب الكسائي وقيل : من قرية باكسايا والأول أصحها والآخر أضعفها وقد ألف من الكتب كتاب معاني القرآن كتاب القراءات كتاب العدد كتاب النوادر الكبير كتاب النوادر الأوسط كتاب النوادر الأصغر كتابا في النحو واختلافهم فيه وكتاب الهجاء وكتاب مقطوع القرآن وموصوله وكتاب المصادر وكتاب الحروف كتاب الهاءات كتاب أشعار واختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبه هارون الرشيد بقرية رنبوية من عمل الري متوجهين إلى خراسان ومات معه بالمكان المذكور محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد : دفنا الفقه والنحوي بالري وقيل : سنة إحدى وثمانين وقيل : سنة اثنتين وثمانين وقيل : سنة ثلاث وثمانين وقيل : سنة خمس وثمانين وقيل : سنة ثلاث وتسعين. قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني : وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة ورثاه أبو محمد اليزيدي مع محمد بن الحسن فقال :
تصرمت الدنيا فليس جلود |
|
وما قد ترى من بهجة ستبيد |
لكل امرئ كأس من الموت مترع |
|
وما إن لنا إلا عليه ورود |
ألم تر شيبا يبدر البلى |
|
وأن الشباب الغض ليس يعود |
سنفنى كما أفنى القرون التي خلت |
|
فكن مستعدّا فالفناء عتيد |
أسيت على قاضي القضاة محمد |
|
وفاضت عيوني والعيون خمود |
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا |
|
بإيضاحه يوما وأنت فقيد |
وأقلقني موت الكسائي بعده |
|
وكادت بي الأرض الفضاء تميد |
وأذهلني عن كل عيش ولذة |
|
وأرّق عيني والعيون هجود |
هما عالمانا أوديا وتخرما |
|
فما لهما في العالمين نديد |
فحزني متى يخطر على القلب خطرة |
|
بذكرهما حتى الممات جديد |
أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن مزيد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا