__________________
إليه رجل فقال بحرف من نقر فأومأ إلي. قلت : فهذا تصريح منه بدخوله دمشق وإقرائه بمسجدها ولو اطلع أبو القاسم بن عساكر الحافظ على هذا لذكره فيمن دخل دمشق ؛ فإنه ذكر غيره بأخبار واهية ولا يمنع دخول الكسائي دمشق فإنه كان أولا يطوف البلاد كما ذكر غير واحد وإنما أقام ببغداد في آخر وقت وقد ذكر هذه الحكاية أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون في كتابه التذكرة وروى عنه من الأئمة غير من تقدم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال : ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي وقال الشافعي رحمهالله : من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي وقال الفضل بن شاذان : لما عرض الكسائي على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ، ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة وقال أبو عبيد في كتاب القراءات : كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وهي كانت علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه وقال ابن مجاهد : فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة متوسطة في عصره وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم وقال أبو بكر الأنباري : اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادي ، أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي قراءة عليه عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي أنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال أخبرني العتيقي : وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العتيقي أنا محمد بن العباس حدثنا جعفر بن محمد الصندلي أنا أبو بكر بن حماد عن خلف قال : كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منبر فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سمع يختم ختمتين في شعبان وكنت أجلس أسفل المنبر فقرأ يوما في سورة الكهف (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ) فنصب أكثر فعلمت أنه قد وقع فيه فلما فرغ أقبل الناس يسألونه عن العلة في أكثر لم نصبه فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً) ؛ فقال الكسائي : أكثر فمحوه من كتبهم ، ثم قال لي : يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن قال : قلت : لا أما إذ لم تسلم أنت فليس يسلم منه أحد بعدك قرأت القرآن صغيرا وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو وقال : حدثني أبي عن بعض أصحابه قال : قيل لأبي عمر الدوري لم صحبتم الكسائي على الدعابة التي كانت فيه قال : لصدق لسانه وقال خلف بن هشام البزاز : عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي : يا أبا الحسن أمور بلغتنا عنك فننكر بعضها فقال الكسائي : أو مثلك يخاطب بهذا وهل مع العالم من العربية الأفضل بصاقي هذا ، ثم بصق فسكت اليزيدي ، أخبرني أبو حفص عمر بن الحسن وغيره أذنا عن يوسف بن المجاور أنبأنا أبو اليمن الكندي أنبأنا أبو منصور الشيباني أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ أنبأنا أبو الحسن الحمامي قال : سمعت عمر بن محمد الإسكاف سمعت عمي يقول : سمعت ابن الدورقي يقول : اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة