وأخبرهم أنه قرأ على الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي (١) بدار
__________________
الحسين ضعيف كثير الغلط فلعله ما ضبط هذه الحكاية ، وقد قال أبو الفرج الشنبوذي : قرأت على النقاش ، وأخبرني أنه قصد دمشق للقاء الأخفش فقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره. قال : الداني حدثنا عبد العزيز بن جعفر قرأت على النقاش ، وقرأ على الأخفش وكان النقاش يقول : وأي عين رأت الأخفش منذ خمسين سنة. قلت : روى جماعة عن النقاش قال : حدثنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو واسمه علي بن أحمد حدثنا جدي معاوية عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه : «إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه». قال الدار قطني ؛ فأنكرت هذا على النقاش ، وقلت له إن أبا غالب ليس هو بابن بنت معاوية ، وإنما أخوه لأبيه محمد ومعاوية وزائدة ثقتان وهذا حديث موضوع فرجع عنه. قال أبو بكر الخطيب : لا أعرف وجه قول الدار قطني في أبي غالب إنه ليس بابن معاوية لأن أبا غالب يذكر أن أبا معاوية جده ، وقد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب عن جده عن معاوية بن عمرو فذكره النقاش حدثنا يحيى بن محمد المديني حدثنا إدريس بن عيسى القطان عن شيخ له ثقة عن الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قصة إبراهيم والحسن والحسين. قال الدار قطني : وهذا كذب. قال الخطيب : كان النقاش عالما بالحروف حافظا للتفسير صنف التفسير وكتبا في القراءات وغيرها وسافر الكثير شرقا وغربا وكتب بمصر والشام والجزيرة والجبال وخراسان وما وراء النهر وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة ، وقال الدار قطني في كتاب المصحفين قال النقاش : كسرى أبو شروان جعلها كنية وهو بالنون وقال كان يدعو فيقول : ولا رجعت يد صفراء من عطائك بالفتح والمد والصواب : صفرا ويقول : وفقت قوما فأفلجوا يقولها بالجيم وقال طلحة بن محمد بن جعفر كان النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه القصص. قال الخطيب : حدثني من سمع شيخنا البرقاني ذكر تفسير النقاش فقال : ليس فيه حديث صحيح وأنا فسألت البرقاني فقال : كل حديثه منكر ، وحدثني محمد بن يحيى الكرماني سمعت أبا القاسم اللالكائي يقول : في تفسير النقاش ذاك أشفى الصدور ليس بشفاء الصدور ، وقال الداني سمعت عبد العزيز بن جعفر يقول : كان النقاش يقصد في قراءة ابن كثير وابن عامر لعلو إسناده فيها وكان له بيت ملآن كتبا وكان الدار قطني يستملي له ، وينتقي من حديثه وقد حدث عنه ابن مجاهد ، وكان حسن الخلق ذا سخاء وكان صاحبنا ابن البواب يقول : لنا تعالوا إلى النقاش ؛ فإنه طيب وقال أبو الحسن بن الفضل القطان حضرت أبا بكر النقاش ، وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فجعل يحرك شفتيه ، ثم نادى بعلو صوته «لمثل هذا فليعمل العاملون» يرددها ثلاثا ، ثم خرجت نفسه رحمهالله.
(١) الحسن بن العباس بن أبي مهران الجمال بالجيم أبو علي الرازي شيخ عارف حاذق مصدر ثقة إليه المنتهى في الضبط والتحرير. قرأ على الأحمدين ابن قالون والحلواني ومحمد بن عيسى الأصبهاني وأحمد بن صالح المصري والقاسم بن أحمد الخياط ومحمد بن الجهم وأبي هاشم المروزي ، روى