أ ـ رواية يحيى بن المبارك اليزيدي (١) عنه :
__________________
(١) يحيى بن المبارك بن المغيرة الإمام أبو محمد العدوي البصري المعروف باليزيدي ، نحوي مقرئ ثقة علامة كبير ، نزل بغداد وعرف باليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي فكان يؤدب ولده ، أخذ القراءة عرضا عن أبي عمرو وهو الذي خلفه بالقيام بها وأخذ أيضا عن حمزة ، روى القراءة عنه أولاده محمد وعبد الله وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وابن ابنه أحمد بن محمد وأبو عمر الدوري وأبو شعيب السوسي وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل وعامر بن عمر الموصلي وأبو خلاد ومحمد بن سعدان وأحمد بن جبير ومحمد بن شجاع وأبو أيوب سليمان بن الحكم الخياط وأحمد بن واصل ومحمد بن عمر الرومي والجصاص بن أشعث البغدادي وجعفر بن حمدان غلام سجادة وأبو حمزة الواعظ وإبراهيم بن حماد سجادة وحمدان قصعة وعصام بن الأشعث وأبو الحارث الليث بن خالد وعبيد الله بن عبد الله الضرير ونصر بن يوسف النحوي ، روى عنه الحروف أبو عبيد القاسم بن سلام وسمع عبد الملك بن جريج وأخذ عن الخليل بن أحمد وله اختيار خالف فيه أبا عمرو في حروف يسيرة قرأت به من كتاب المبهج والمستنير وغيرهما وهي عشرة إشباع باب بارئكم ويأمركم وحذف الهاء وصلا من (يَتَسَنَّهْ) (وفَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) وإشباع صلة هاء الكناية من (يَؤُدُهُ) و (نُوَلِّهِ) و (نُصْلِهِ) و (نُؤْتِهِ) ونصب (مَعْذِرَةً) في الأعراف ونون (عُزَيْرٌ) في التوبة وفي طه (يُنْفَخُ) بالياء مضمومة وفي الواقعة (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) بنصبهما وفي الحديد (بِما آتاكُمْ) بالمد. قال : ابن المنادي أكثرت السؤال عن الزيدي ومحله من الصدق ومنزلته من الثقة من شيوخنا بعضهم أهل عربية وبعضهم أهل قرآن وحديث فقالوا ثقة صدوق لا يدفع عن سماع ولا يرغب عنه في شيء غير ما يتوهم عليه في الميل إلى المعتزلة. قرأت على محمد بن أحمد المقرئ عن الوجيهية بنت الصعيدي أنبأنا ابن وثيق عن ابن زرقون عن الخولاني عن أبي عمرو الحافظ أنا خلف بن إبراهيم ثنا محمد بن عبد الله ثنا المعدل يعني محمد بن يعقوب أخبرني عبيد الله بن محمد عن أخيه عن يحيى بن المبارك قال : كان أبي يعني المبارك صديقا لأبي عمرو بن العلاء فخرج إلى مكة فذهب أبو عمرو يشيعه قال : يحيى وكنت معه فأوصى أبي أبا عمرو بي في وقت ما ودعه ، ثم مضى فلم يرني أبو عمرو حتى قدم أبي ذهب أبو عمرو يستقبله ووافقني عند أبي فقال : يا أبا عمرو كيف رضاك عن يحيى فقال : ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت فحلف بي أن لا يدخل البيت حتى أقرأ على أبي عمرو القرآن كله قائما على رجلي ؛ فقعد أبو عمرو وقمت أقرأ عليه فلم أجلس حتى ختمت القرآن على أبي عمرو وقال أحسبه قال : كانت اليمين بالطلاق وقال ابن مجاهد وإنما عولنا على اليزيدي وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه لأجل أنه انتصب للرواية عنه وتجرد لها ولم يشتغل بغيرها وهو أضبطهم وقال الحافظ الذهبي كان ثقة علامة فصيحا مفوّها بارعا في اللغات والآداب ، أخذ عن الخليل وغيره حتى قيل إنه أملأ عشرة آلاف ورقة عن أبي عمرو خاصة وله عدة تصانيف منها كتاب : النوادر ، كتاب المقصور ، كتاب المشكل ، كتاب نوادر اللغة ، كتاب في النحو مختصر. قلت : له نظم : حسن فمنه :
أنا المذنب الخطاء والعفو واسع |
|
وإن لم يكن ذنب لما عرف العفو |