وإمكانات غاية في الاختلاف ، حتى قال العلماء بأنّ كرتنا الأرضية لوحدها وفي مجال الحشرات تضم أكثر من مئتي ألف نوع تختلف عضوية أبدانها تماماً عن بعضها البعض الآخر ، وإن قبلنا ما أورده علماء الطبيعة أنّ في المجرّة التي تعتبر منظومتنا الشمسية جرحاً بسيطاً فيها مئات ملايين الكوالكب المأهولة ، مع سائر الكائنات الحيّة المتنوعة الاخرى ، حتى يستحيل علينا تصور أطوار الحياة وكيفية ممارستها من قبل الكائنات ، وهذا ما يقودنا إلى إدراك التنوع العجيب للحياة في هذا العالم.
وهنا نتأمل قول القرآن الكريم : (اوَ لَمْ يَرَوْا انَّ اللهَ الَّذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى انْ يُحيىَ الْمُوتى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَديِر) (١)
وهل إحياء الموتى شيء أرفع وأهم وأعقد من ظهور هذه العوالم الواسعة بكائناتها المتنوعة؟
حقاً لايرى ذلك صعباً إلّا من غرق في ذاته وقدرته المحدودة الزهيدة ، بينما العلماء الذين ينظرون بآفاق واسعه إلى عالم الوجود ويقفون على مدى العجائب التي تكتنفه ، فهم يرون بساطة عودة الإنسان إلى تلك الحياة بعد الموت.
وهذا ما صرح به القرآن الكريم بصيغة أخرى فقال :
(انَّما امْرُهُ اذَا ارادَ شَيْئاً انْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحانَ الَّذي بِيَدهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٢)
فالآيتان وبالالتفات إلى الآيات السابقة تثبتان إمكانية القيامة عن طريق عمومية قدرته سبحانه وتعالى.
* * *
__________________
(١) سورة الاحقاق ، الآية ٣٣.
(٢) سورة يس ، الآية ٨٢ ـ ٨٣.