حالة البرودة والرتابة فيه ومن ثم تجدد الحياة بانفجار جدحة عظيمة أخرى في مركز ذلك العالم الذي لاروح فيه ، ففي الحقيقة إنّ حياتنا ليست بعيدة الشبه عن حياة حفنة من الكائنات الحيّة المجهرية على ورقة طافية وسط محيط عظيم ، كل الذي نراه هو أمواج تعبث بشراعنا يميناً وشمالاً ، غير أنّه ليس من الواضح لدينا أنّ هذه الأمواج تنطلق من أية نقطة في المحيط.
وبناءاً على هذا فما نورده بشأن عظمة عالم الوجود إنّما يمثل قبس صغير لا يعد شيئاً إزاء سعة الوجود ، فهو على درجة من الصغر يصعب حتى تصورها.
* * *
إلّا أن نفس هذا القبس الصغير هو عظيم للغابة ومحيّر ، وهو لوحة رائعة ومذهلة في عظمتها وبنيتها.
نعلم أنّ أبعاد هذا العالم في الماضي خمنت بثلاثة آلاف مليون سنة ضوئية (ذلك المقياس الفضائي الذي تبلغ سنته مالايحصى ويقدر مقارنة بوحدات القياس الأرضية) ، ولكن إصطدم أحد العلماء أخيراً في إحدى مطالعاته بكوكب أو منظومة في الجانب الآخر من المجرّات محتملاً أنّها تبعد عنّا مسافة ١٢ ميلون سنة ضوئية! وإن إدعى هذا العالم أنّ الفضاء بعد ذلك الكوكب يغط في ظلمة «العدم» ، وليس ورائه شيء ، إلّاأنّ الأفضل أن نقول : في ظلمة «جهلنا وقلّة معرفتنا» ، وكما تضاعفت آفاق العلم خلال بضع سنوات ، فلعلها تزداد بنفس هذه النسبة خلال السنوات القادمة وكذلك ....
وفي هذا العالم العظيم يوجد كل نوع من أنواع الموجودات والكائنات التي يمكن أن نتصورها ، فهناك الحياة في صور مختلفة ومتنوعة بأجهزة