الأشجار التي تعبث بها الرياح ، كانت هناك الحيوانات والحشرات والطيورولكل مميزاته وحكايته الطويلة الخاصّة به ، كان كل ذلك يثير فينا نحن الضيوف العابرون دافع الحيوية والنشاط ، ولاسيّما في ظل التعب والأرهاق الذي عانينا منه بسبب حياة المكننة المعاصرة ، فقد عدنا إلى أحضان الطبيعة ، الطبيعة التي ملأت بالطائف والظرائف الجميلة التي تبعث الحياة والسرور في أرواحنا الهامدة ، وذلك لأنّ الخطوط والنقوش والمشاهد والمناظر كانت معروفة ومألوفة لأرواحنا ، لا من قبيل المناظر المصنوعة التي تفقد الروح والحركة.
طبعاً كل ما شاهدناه هو حكاية الغابة اليوم ، والحال قد يكون لهذه الغابة تاريخ عريق بما يمتد إلى مئات ملايين السنين ، ولعلها تستمر في المستقبل ويمرّ عليها مثل هذه المدّة ، إن لم تأتي عليها الحياة التكنولوجية المعاصرة الخشنة والحافة «والقاتلة» لتحيلها إلى خراب دائم.
لعل هذه الشجرة الماثلة أمامنا الآن ويبدو لها ثلاثين سنة قد ولدت مئات الآلاف من المرات لحدّ الآن ، فقد ماتت وتعفنت وأصحبت تراب ، ثم دبّت فيها الحياة من جديد من خلال بذرة صغيرة فانجذبت لجذورها واستأنفت حياتها ، ولايعلم كم مرّة ستتكرر عليها صورة الحياة والموت في المستقبل.
لو شبهنا مجموعة عالم الوجود بتلك الغابة لكانت منظومتنا الشمسية إحدى أشجارها وكرتنا الأرضية أحد أغصانها ، ومن الممكن أن تكون هذه المنظومة وهذه الكرات أن تكون قد توفت وولدت آلاف المرات ، فقد تعفنت وتلاشت ثم إستعادت حياتها من جديد على غرار تلك الشجرة في الغابة ـ أو لم يصرّح الجيوفيزيائيون بشأن الانطفاء التدريجي للعالم وظهور