والأهم من كذلك أنّ هناك برنامجاً الآن بهذا الخصوص في حيز التنفيذ» (١).
وقد أعلنت الصحف قبل مدّة أنّه ثم العثور في الثلوج القطبية والتي تدّل أغطيتها على أنّها تعود إلى ما قبل آلاف السنين على سمكة منجمدة وبمجرّد أن قذفت في ماء معتدل بدأت حياتها من جديد وقد أصابت الجميع بالذهول لما شرعت بالحركة.
واضح أنّ الاجهزة حتى في حال الانجماد لا تتوقف كما هي عليه الحال في الموت ، لأنّ العودة إلى الحياة في تلك الحالة ليست ممكنة.
والذي نخلص إليه ممّا مرّ معنا هو إمكانية إيقاف الحياة وشل حركتها لتتحرك ببطىء تام ، والدليل على ذلك مختلف الدراسات والأبحاث العلمية الواردة بهذا الشأن.
وفي هذه الحالة يبلغ إستهلاك البدن للطعام الصفر ، يمكن للاحتياطي الزهيد المخزون في البدن أيديم الحياة بهذا البطىء لسنوات عديدة.
* * *
قطعاً نوم أصحاب الكهف لم يكن نوماً عادياً طبيعياً على غرار نومنا ، بل كان نوماً إستثنائياً ، وعليه فليس من العجيب ألا يشكو من قضية الطعام ولا من الضرر على مستوى عضوية البدن بسبب ذلك النوم الطويل! والطريف في الأمر أنّ الذي يفهم من آيات سورة الكهف بشأن هذه المسألة هو أنّ طريقة نومهم كانت تفرق عن النوم الاعتيادي : (وَتَحْسَبُهُمْ ايْقَاظاً وَهُمْ رُقُود ... لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مَنْهُمُ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مَنْهُمْ رُعْباً) (٢).
فالآية تدل على أنّ نومهم لم يكن عادياً ، بل كانوا يعيشون حالة تشبه
__________________
(١) مجله العالم ، العدد ٤٧ ، ص ٤.
(٢) سورة الكهف ، الآية ١٨.